فاعليات الأمن القومى الإسرائيلى السيبراني

أحمد عزت سليم17 أغسطس 2019آخر تحديث :
الأمن القومى الإسرائيلى

فاعليات الأمن القومى الإسرائيلى السيبراني

2 ــ البنى اللاهوتية والأيديولوجية  للأمن الإسرائيلي

المقال الثاني من مقال في جزأين للكاتب أحمد عزت سليم مستشار التحرير، ولمطالعة المقال الأول من هنا.

يتمحور الأمن السيبرانى الصهيونى على سياسات وإجراءات التفوق الكلى والردع والسيطرة وفرض الهيمنة الكاملة على الأرض طبقا للعقيدة اليهودية الصهيونية والممتدة من النيل إلى الفرات وكلما سمح لها الواقع بذلك التوسع وتلك السيطرة وطبقا للمصالح الصهيونية وأهدافها، وبردع أية محاولات مقاومة محتملة لاستعادة الحقوق المسلوبة وإجبار الآخر على الخضوع للهيمنة وللسياسات الصهيونية والاستسلام للإرادة الصهيونية، بالإضافة إلى السيطرة الدعائية وتسييد الرؤى الصهيونية فى الصورة الذهنية العالمية ، وبالإضافة إلى السيطرة المخابراتية والمعلوماتية تحقيقا لذلك الأمن الصهيونى الشامل، ولتحقيق التفوق الكلى والشامل فى كافة المجالات وتأمين متطلبات  القوة اللازمة لأحداث التفوق، ويتبلور الأمن “القومى” الإسرائيلى ليس فقط فى تجسد المؤسسات العسكرية والأمنية الإسرائيلية كوسائل لتحقيقه بكافة آلياته وفاعليته من الأسبقية والردع من الداخل إلى الخارج وصولا إلى التأمين الاستراتيجى والسيطرة على مجالات الصراع من حولها، بل تتراكب وتتداخل بدينامية فى مخططات شاملة تتضمن الدعم البشرى للكيان الصهيونى وإلغاء الآخر الفلسطينى ومحوه ومحو تاريخه وماهيته من خلال الهجرة اليهودية إليه وتدعيم وتوسيع عمليات الاستيطان ومع الدعم العسكرى والسياسى والمالى والاقتصادى والتكنولوجى والدعائى من القوى الرأسمالية العالمية والتبادل المعلوماتى المخابراتى معها وبتأثيرات اللوبى الصهيونى العالمى، وبما يحفظ تأمينها تفوقها واستمراريتها واستمرارية توسعها الاستراتيجى وقوتها الرادعة الحاسمة، ويحقق أدوارها ككيان وظيفى حيوى يخدم المصالح الغربية ومعترفا به من المجتمع الدولى بل ومن قبل الدول العربية.

وتتمثل أسس ومقومات الأمن ” القومى” الإسرائيلى وهى ذاتها التى تشكل الفاعليات السيبرانية الصهيونية : ــ

1 ــ البنى اللاهوتية والأيديولوجية  للأمن الإسرائيلى:

1 ــ 1 ــ قدسية الشعب الإلهية و بأنهم “أمة من الدم الخالص لا تشوبه أمراض التطرف أو الانحلال الخلقى الناجمة عن عدم النقاء وبما يؤدى إلى الاستعلاء ضد الآخر ونجاسة الأغيار.

1 ــ 2 ــ الأزلية الخالصة والتى أشار لها بن جوريون: اليهودى الذى هو يهودى مائة فى المائة “يفترض وجود هوية يهودية خالصة لا تشوبها أية شوائب حضارية فهذه الهوية تتمتع بنقاء عرقى وحضارى وإثنى”.

1 ــ 3 ــ استمرارية التمثيل الإلهى والتاريخى وصرح أستاذ للتاريخ بالجامعة العبرية ” من أن جنود إسرائيل رأوا البحر الأحمر لأول مرة فى يونيو 1967 بعد غياب دام بضعة آلاف من السنين ، أى بعد عبورهم إياه مع موسى حينما كان يطاردهم فرعون مصر .. ، ويقول بن جوريون مبرراً عسكرة المجتمع الإسرائيلى باللجوء إلى أسطورة الاستمرار فيقول “إن جنود موسى ويوشع وداود لم يكفوا عن القتال”.. وكذلك جنود صهيون (أى دولة إسرائيل) لن يتوقفوا عن القتال”.

1 ــ 4 ــ صيرورة الشرعية الكلية وطبيعتها ويؤكد الحاخام أفنيرى: “إننا يجب أن نعيش فى هذه الأرض حتى بالحرب الحاخام دريفوس فقد عبر عن ذلك قائلاً: “إننا سوف نشعل حرباً لا تعرف الرحمة ضد الكيان الكنعانى الفلسطينى”،  فيفعلون مثلما كان “الإله يهوه ينتقل بنفسه من بيت إلى بيت وحيث كان لا يجد بيتاً مطلياً بالدم يقتل فيه الأولاد الذكور بلا تمييز بين إبن فرعون وإبن أية أمة فى مصر، وحتى بكور المواشى لم تنج من عقاب يهوه”.

1 ــ 5 ــ التخليص: هو جوهر الحركة الإجرامية الصهيونية وماهية تصرفاتها الأمنية الإجرامية والذى يبلور طبيعتها سعيا للتفريغ العنصرى للأرض الفلسطينية من البشر بداية من عمليات الإبادة الجماعية وإلى الوسائل الإحلالية وبالتزوير والاحتيال وطرق الطرد والنقل والترحيل القسرى ومن خلال الإرهاب المباشر، غير المنظم وغير المؤسسي، الذي تقوم به المنظمات الإرهابية غير الرسمية (المذابح ـ ميليشيات المستوطنين ـ التخريب ـ التمييز العنصري) والإرهاب المباشر، المنظم والمؤسسي، الذي تقوم به الدولة الصهيونية (التهجير ـ الهيكل القانوني للدولة الصهيونية ـ التفرقة العنصرية من خـلال القانون ـ الجـيش الإسـرائيلي ـ الشرطة الإسرائيلية ـ هدم القرى)، وذلك كله كأمر إلهى مقدس واجب على الحركة الصهيونية تنفيذه وعقيدة لا تقبل الشك وحكما واجب التنفيذ.

1 ــ 6 ــ المعاداة والاشتهاء الدموى: وهكذا يقول الرابى إلبو: “سلط الله اليهود على أموال باقى الأمم ودمائهم”، وقد نشر فى جملة “كيفونيم” وهى إحدى المنشورات الرسمية للمنظمة الصهيونية العالمية فى عدد أغسطس 1984 (ص 151- 156) اعتماداً على قول ميمون: “أن غير اليهودى الذى سمح له بالإقامة فى أرض إسرائيل يجب أن يقبل دفع الجزية وأن يعانى ذل العبودية”.

1 ــ 7ــ الإجراءات اللاهوتية للعقيدة العسكرية الصهونية و يلخص لنا الدكتورمحمد جلاء إدريس ملامح الحرب المقدسة من النصوص التوراتية ، والتى انطبقت كل عناصرها على مذبحة غزة، وهى:

1 ـ دقات الطبول إعلاناً عن الحرب المقدسة

2 ـ تسمية الجيش باسم “شعب يهوه”

3 ـ قداسة المشاركين فى الحرب

4 ـ التضحية وتقديم الذبائح واستشارة يهوه

5 ـ الإعلان عن النصر من قبل الإله يهوه

6 ـ الزعم بأن الحرب هى حرب يهوه وبأن العدو عدوه

7 ـ الإعلان أن يهوه يخرج أمام الجيش

8 ـ التشجيع والحث على عدم الخوف

9 ـ صيحة الرب

10ـ رعب يهوه بين قوات العدو .

11ـ ممارسة سياسة التحريم والإبادة والهولوكوست بأمر الرب.

1 ــ 8 ــ نماذج تطبيقية للبنية اللاهوتية والأيديولوجية  للأمن “القومى” الإسرائيلى:

1 ــ 8 ــ 1 ــ  الهجرة الاستيطانية الإحلالية إلى فلسطين.

1 ــ 8 ــ 1 ــ  1 ــ  إقامة الأحزمة الإستيطانية العنصرية.

1 ــ 8 ــ 1 ــ  1 ــ  1ـ التجزئة الجغرافية والديموجرافية للضفة الغربية ، الأمر الذي يصيب الوجود العربي بالشلل ويدفعه مكرهًا إلى الهروب والمهاجرة.

1 ــ 8 ــ 1 ــ  1 ــ  2ـ محاصرة الضفة الغربية من الداخل.

1 ــ 8 ــ 1 ــ  1 ــ  3 ـ  ضم مساحات واسعة من أراضي الضفة الغربية.

1 ــ 8 ــ 1 ــ  1 ــ  4ـ تحويل القدس الكبرى إلى عاصمة مركزية للـ “دولة” الإسرائيلية.

1 ــ 8 ــ 2 ــ  الحصار وسياسات الأرض المحروقة وتغير معالم الأراضى وتهويدها وعبرنتها.

1 ــ 8 ــ 3 ــ  المذابح.

1 ــ 8 ــ 4ـ حرمان الفلسطينيين من حقوقهم الإنسانية فى تكوين عائلات.

1 ــ 8 ــ 5ــ الإضطهاد الدينى :ــ  فخلافا لما تدعيه وثيقة الاستقلال الصهيونية من المساواة وحرية العبادة والثقافة واللغة.

1 ــ 9 ــ الشعب المسلح “عام حموش” أو شعب بالزى العسكرى “عام بمديم” وبما يعنى الوصول إلى أعلى حد ممكن من مشاركة أفراد الكيان الصهيونى فى الجهد العسكرى وعلى فرضية أن هذا الكيان فى حالة حرب دائمة.

موضوعات تهمك:

الحرب السيبرانية والأمن القومي

هل تستطيع أمريكا السيطرة على الأمن السيبراني العالمي؟

المذابح الدموية الصهيونية أمر إلهي مقدس

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة