رؤساء أركان «محور المقاومة»: التربة عربية والحصاد إيراني

محرر الرأي20 مارس 2019آخر تحديث :
التربة عربية والحصاد إيراني

رؤساء أركان «محور المقاومة»: التربة عربية والحصاد إيراني

  • لا أحد ممن يسمون «حلفاء إيران» شكل تهديدا جديا ضد الكيان الصهيوني طيلة 8 سنوات من عمر الانتفاضة السورية وتدخل إيران لصالح الأسد.
  • رسالة إيرانية إلى موسكو تحديداً رداً على تصريح بوتين حول انسحاب القوات الأجنبية من سوريا، بما فها الإيرانية.
  • الاجتماع يستكمل الشطر العسكري من أجندات زيارة الأسد لإيران وزيارة روحاني للعراق حيث إيران تزرع وإيران تحصد لكن في التربة العربية.

* * *

وصل إلى العاصمة السورية دمشق كل من رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإيراني ونظيره العراقي، للاجتماع مع ممثل عن جيش النظام السوري قد يكون وزير الدفاع بالنظر إلى خلوّ منصب رئيس الأركان حالياً.

اقرأ/ي أيضا: الممارسات الإجرامية الصهيونية الوحشية (3)

وقد تولى الجنرال الإيراني مهمة النيابة عن الثلاثة في الإفصاح عن سبب الاجتماع، وأنه يهدف إلى بحث سبل تعزيز العلاقات والتنسيق العسكري في مكافحة الإرهاب بين الدول الثلاث، وتحقيق الاستقرار الأمني في المنطقة.

اقرأ/ي أيضا: نحو حل معادلة المقاومة والسلطة في غزة

من جانبه لم يفوت القائد العام للحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري فرصة هذا الاجتماع من دون التشديد على أن بلاده «نظمت 100 ألف عنصر شعبي مسلح في سوريا لقتال داعش والنصرة والمعارضة السورية، ومثلهم في العراق، حسب ما نقلت عنه وكالة «فارس» الإيرانية.

ولم ينس جعفري الإشارة إلى أن الأراضي الفلسطينية بأكملها باتت «تحت مرمى حلفاء إيران»، وأن «الكيان الصهيوني أصبح محاصراً، ولم يعد قادراً على توسيع حدوده».

ويلفت الانتباه أولاً إلى أنه لم يعد ممكناً لاثنتين من الدول العربية المتجاورة أن تجتمعا للتداول في الشؤون المشتركة، والعسكرية منها بصفة خاصة، من دون مشاركة طرف ثالث غير عربي هو إيران.

اقرأ/ي أيضا: من يدفع ثمن الفشل الاستخباراتي العالمي

وما يزيد هذا التطور خطورة أن القادة الإيرانيين هم الذين يرسمون جدول أعمال هذه الاجتماعات لأنها ببساطة تخدم المصالح القومية الإيرانية ولا يتجاوز دور بغداد ودمشق حدود التنفيذ على الأرض.

فليس خافياً أن الحديث عن «التنسيق» و«تعزيز العلاقات» إنما يُراد منه بحث ملفات الحدود العراقية ــ السورية المشتركة وفتح المعابر التي يحتاج إليها الحرس الثوري الإيراني من أجل نقل الافراد والمعدات إلى الداخل السوري.

اقرأ/ي أيضا: ماذا بعد مرور 40 عاما من حكم الملالى الإيرانى؟!

وكذلك قطع خطوات ملموسة إضافية نحو استكمال المشروع الإيراني الاستراتيجي حول شقّ طريق برّية وسكة حديد تصل الأراضي الإيرانية بميناء اللاذقية السوري عبر مدينة البصرة العراقية.

كذلك بات مكشوفاً اجترار الأقوال عن مكافحة الإرهاب، وفي الآن ذاته التفاخر بدحر تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا بفضل تعاون الميليشيات والمنظمات التابعة للحرس الثوري الإيراني مع كل من الجيش العراقي وما تبقى من قوات النظام السوري.

وليست إشارة جعفري إلى الأعداد الكبيرة من مقاتلي إيران المنتشرين في العراق وسوريا، وعلى نحو مضخم عن سابق عمد، إلا رسالة مبطنة ترسلها طهران إلى موسكو تحديداً، رداً على تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول ضرورة انسحاب جميع القوات الأجنبية من سوريا، بما في ذلك التشكيلات العسكرية الإيرانية المختلفة.

اقرأ/ي أيضا: لن تتعب هذه الأمة من محاولة النهوض

وأما خطاب التهديد والوعيد الإيراني ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي فقد افتضح أمره منذ سنوات، فلا أحد ممن يسميهم جعفري «حلفاء إيران»، من حزب الله اللبناني إلى الحشد الشعبي العراقي مروراً بالنظام السوري ذاته، شكل أي تهديد جدي مباشر ضد الكيان الصهيوني طيلة ثماني سنوات من عمر الانتفاضة الشعبية السورية وتدخل إيران عسكرياً لصالح نظام بشار الأسد.

ومن الواضح أن اجتماع رؤساء أركان «محور المقاومة» في دمشق يستكمل الشطر العسكري من أجندات الزيارة الخاطفة التي قام رئيس النظام السوري إلى طهران مؤخراً، والزيارة «التاريخية» للرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العراق، حيث إيران تزرع وإيران تحصد ولكن في التربة العربية.

اقرأ/ي أيضا: ربع الساعة الأخير

المصدر: القدس العربي – لندن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة