إتيكيت الإنصات.. ومهارة الاستماع

لمياء حسن27 سبتمبر 2018آخر تحديث :
إتيكيت الإنصات.. ومهارة الاستماع

“إذا كان الكلام من فضة؛ فالسكوت من ذهب”؛ هكذا قامت الأقوال المأثورة لدى العرب بالتنويه عن أهمية الإنصات، و سلّطت الضوء على فن اختيار الوقت المناسب للحديث، و إتيكيت الاستماع إلى الآخرين.

غالبًا ما نهتم بقواعد الإتيكيت في الحديث سواء باختيار لغة الجسد المناسبة، أو الحفاظ على التقاء الأعين، إلا أن المفاجأة بأن قواعد الإتيكيت تكون في الإنصات، و الاهتمام بحديث الآخر؛ فهي الخطوة الأولى التي تضعك في أولوية اهتماماته.

فن الإنصات

إن القدرة على الاستماع للآخرين والإصغاء لما يقولونه، يعتبر فن في التحمّل، ليس فقط مهارة على الإنسان أن يكتسبها لكي يحسن التواصل بينه وبين الآخرين، فهو أساس كل حديث جيد، ويعتبر من مفاتيح الدبلوماسية والإتيكيت أن تتصرف أثناء حديث الآخرين كما لو كنت متشوقًا لما يقوله الناس حتى إن لم تكن كذلك ، فمن الجفاء والاستهانة أن تشعر المتحدث أو تظهر له إحساسك بالملل.

من المقولات التي يرددها خبراء علم النفس أننا نفكر بأضعاف السرعة التي نتكلم بها، ولذا فنحن حين ننصت تكون عقولنا في سباق، وعلى ذلك فإننا غالبًا ما نسقط أو نطرح أفكارنا وأحكامنا على ما يقال لنا طبقًا لما يرد في أذهاننا، وليس طبقًا لما نستقبله من رسائل أخرى.

2015 5 3 16 20 24 839

مهارة الإنصات

إن مهارة الإنصات هي المقدرة على استقبال الرسالة وتفسيرها بدقة في عملية التواصل، وهي المفتاح الأساسي في عملية التواصل الفعال, فبدون المقدرة على الإنصات الجيد فإن الرسالة المُراد توصيلها تصبح غير مفهومة وستنهار عملية التواصل وبالتأكيد سينزعج صاحب الرسالة ويُحبط.

ضرورة حتمية

يواجه المجتمع حاليًا إدعاءات الكثير من الناس الذين يظنون أنه لم يعد هناك من يحسن الإصغاء، وخاصة في ضوء التطورات السلوكية، وما يحكم هذا العصر من سرعة دوران عجلة الزمن فيه، ورغم ذلك فإن الإنصات للآخرين يعتبر أحد سمات التحضر ، ويمثل فرصة أكبر للانطلاق في مجال التعاملات المختلفة سواء الرسمي منها أو الاجتماعي .

لذلك علينا أن نستغل حكمة الإنصات الجيد، والتركيز أثناء الإصغاء ، وأن يكون الرد على ما يقال فعلًا، ولا يكون هدفنا التحدث عوضًا عن الإنصات، وبذلك نشعر المتحدث بالراحة أثناء الحديث ، وأيضاً نشعره بنوع من الاحترام لما يقوله حتى إذا لم نكن مفتونين أو منجذبين للحديث وموضوعه فنحن بذلك ننمي لدينا مهارتي الحكمة وطريقة النطق.

fonoaudiologia

القواعد الأساسية لإتيكيت الإنصات

و حرص خبراء الإتيكيت على التشديد على القواعد الأساسية الـ7، لفن الإنصات للآخرين، و التي جاءت كالتالي..

  1.  يجب أن نستمع للمتكلم باهتمام، مع الحفاظ على الهدوء مع تناغم صوته في الحديث عن مختلف المجالات، و دون مقاطعته، و هذا يعطي الانطباع اللازم للظهور بمظهر لائق يحترم الآخر.
  2.  الحفاظ على إرسال إشارات معينة تعطي المتكلم أنك مهتم بحديثه، مثل إماء الرأس.
  3.  طرح الأسئلة وسط الحوار بطريقة مهذبة.
  4.  النظر إلى المتكلم وعدم تشتيت انتباهك مطلقًا.
  5.  استخدام لغة الجسد بطريقة صحيحة، فالحفاظ على الجلوس بشكل لا يوحي بالكسل يعطي الانطباع بالاهتمام بالحديث.
  6.  لا تقدم بتعديل عبارات من يُحدثك.
  7. الموافقة على حديث المتكلم أولًا، ثم إبداء وجهة نظرك إن اختلفت معاه، وتذكر دائمًا أن “الاختلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية.”
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة