4 سيناريوهات أمام الأكراد بعد طعنة “ترامب”

شروق عز الدين20 ديسمبر 2018آخر تحديث :
4 سيناريوهات أمام الأكراد بعد طعنة “ترامب”

انسحاب الولايات المتحدة يضع الأكراد امام مدافع تركيا

اصبح التدخل العسكري التركي لمواجهة الأكراد لا يقف أمامه عواقب خاصة بعد انسحاب الوالايات المتحدة بقواتها من المنطقة، ولكن هناك عدد من السيناريوهات التي من الممكن أن تفوت الفرصة على أردوغان وتهدم مخططاته في الزحف على الأراضي السورية.

توقعات بهجمات من تركيا وفصائل سوريا المعارضة

ولهذا السبب اعتبرت قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من أغلبية كردية أن قرار الانسحاب الأميركي المفاجئ من شرقي سوريا “طعنة في الظهر وخيانة لدماء آلاف المقاتلين” خاصة مع علمهم بأن هناك على الجانب الآخر من الحدود الشمالية، يتجهز الجيش التركي وفصائل سورية معارضة متحالفة معه من أجل شن عملية عسكرية واسعة في المناطق الكردي.

كما هدد وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، الأكراد قائلًا إن “المسلحين الأكراد شرق الفرات في سوريا سيدفنون في خنادقهم” في الوقت المناسب.

السيناريو الأول: محاولات التفاهم بين الأكراد والنظام

وعند البحث عن السيناريوهات المحتملة أمام الأكراد ، وجدنا أنه من الممكن أن يتفاهموا مع الحكومة السورية للتعامل مع الأزمة الجديدة الناجمة عن الانسحاب الأميركي.

وبحسب موقع سكاي نيوز، قال حكمت حبيب، المتحدث باسم مجلس سوريا الديمقراطية ، ” سنعمل بكافة الوسائل السياسية لمواجهة الخطر التركي، وهناك واجب على الحكومة السورية بالتوجه إلى الأمم المتحدة لمنع التحركات التركية”.

وأوضح حبيب ” نتطلع إلى الحوار مع كل السوريين بما فيهم الحكومة السورية”، مشيرًا إلى أنه لا يوجد تنسيق حتى اللحظة مع الحكومة السورية في هذا الأمر، ولم يوضح حبيب ما هي النقاط التي يمكن التلاقي بشأنها مع الحكومة السورية، خاصة مع استعانتهم بالولايات المتحدة التي تعتبرها دمشق قوة احتلال أجنبي، لكنه قال “إن الأكراد يملكون مشروعا وطنيا وليس خاصا بهم، وهم منفتحون على الحوار مع جميع القوى الوطنية لحماية التراب السوري”.

وترى دمشق أن بسط سيطرتها على المناطق الكردية، شيء أساسي لتفويت الفرصة على الأتراك، وتعتبر أن الدرس الأميركي “كاف” ليدرك الأكراد أنه لا يمكن الوثوق بواشنطن.

تقسييم سوريا مستحيل

قال شريف شحادة المحلل السياسي السوري، القريب من الحكومة لموقع “سكاي نيوز عربية” إن “الحوار بين الحكومة والأكراد لم يتوقف، لكن الأكراد عولوا على الولايات المتحدة، وظنوا أن من الممكن أن يكسبوا دويلة شرقي الفرات، لكن يجب أن يفهم الأكراد أن تقسيم سوريا مستحيل.. وأنه لا يمكن الوثوق بالأميركيين”.

وتوقع شحادة أن تدخل قوات الجيش السوري إلى كافة المناطق التي انسحبت منها القوات الأميركية “لتقطع الطريق على الذرائع التركية”.

وقال شحادة:” إذا كان يريد الأكراد قطع الطريق على تركيا فعليهم عدم عرقلة دخول القوات السورية إلى مناطقهم”، مشيرا إلى أنه لا يحق للأكراد أن يوافقوا أو يعترضوا لأن الأمر يتعلق بسيادة الحكومة السورية على جميع أراضي البلاد”.

ومن جانبه، صرح محمد زاهد المحلل السياسي التركي، أنه “لا يعتقد أن أحدا سيمانع عملية عسكرية من هذا النوع”، واعتبر أن هناك تفهما لدى جميع الأطراف الدولية للتحركات التركية من أجل تأمين حدودها، مشيرًا أنه من المستحيل أن تدخل تركيا في مساومات على حساب أمن حدودها، “لكن الوحيد الذي ممكن أن يعرقل عملية عسكرية هو سيطرة النظام السوري على هذه المناطق”.

السيناريو الثاني: الاستناد على التحالف الدولي

وقد أكدت قوات سوريا الديمقراطية استمرارها في المعركة ضد داعش في هجين، نافية ما أوردته وسائل إعلام عن سحب قواتها من المنطقة لحماية المناطق الكردية.

ويرى الأكراد أن الأطراف الأخرى في التحالف الدولي كفيلة بسد الفراغ الناجم عن الانسحاب الأميركي، خاصة مع تأكيد كل من فرنسا وبريطانيا في ردهما على قرار الانسحاب الأميركي أن العمليات ضد داعش لم تنته.
وقال حبيب:” الوجود الأميركي على الأرض رمزي أكثر منه عملياتي، حيث يقتصر على الدعم اللوجستي، لكن قوات سوريا الديمقراطية هي التي تقوم بالعمل”.

واعتبر القيادي الكردي أن الوجود البري الأميركي كان يشكل رادعا للأتراك لعدم التدخل العسكري، لكن مع تأكيد الفرنسيين والبريطانيين دعمهما لعمليات التحالف، فإن ذلك يمكن أن يشكل بديلا جيدا، بحسب حبيب.

السيناريو الثالث: محاولات اللجوء لروسيا

واعتبرت روسيا قرار الانسحاب الأميركي من سوريا “خطوة صحيحة”، وقال الرئيس فلاديمير بوتن إن الوجود العسكري الأميركي في سوريا “غير شرعي”، معبرا عن ارتياحه إزاء سير عملية التسوية السياسية للأزمة السورية.

ولا يستثني مجلس سوريا الديمقراطية الطرف الروسي من المساعي من أجل حماية المناطق الكردية في مواجهة عمل عسكري تركي.

وقال حبيب:” نحن لم نقطع التواصل مع الروس.. ونحن منفتحين على كل القوى والدول بما فيها روسيا.”

لكن الموقف الروسي يراهن على توسيع رقعة النظام السوري على مناطق الأكراد، وهو ما يحيل الساسة الأكراد إلى الخيار الأول، القاضي بالتنسيق مع دمشق.

وقال الكاتب والباحث في الشؤون الروسية رائد جبر لسكاي نيوز عربية إن موسكو ستعمل على إعطاء ضمانات أمنية قوية لأنقرة تتيح للنظام السوري سيطرة كاملة على شرق الفرات، وتمنح تركيا تأمينا كاملا للحدود.

السيناريو الرابع : المواجهة مع تركيا

ووصلت تعزيزات تركية جديدة إلى ولاية غازي عنتاب الجنوبية وسط تدابير أمنية مشددة، وتوجهت منها إلى ولاية هطاي لتعزيز الوحدات المنتشرة على الحدود مع سوريا، بحسب وكالة الأناضول الرسمية. وتضم التعزيزات مركبات عسكرية بينها ناقلات جنود مدرعة.

وإذا فشلت المساعي الدولية في الوصول إلى صيغة مرضية للأطراف كلها، فإن الأتراك سيواصلون خطتهم العسكرية.

وأكد حبيب أنه لا يوجد أي نية لدى القوات الكردية لمحاربة الجيش التركي، لكن إذا شنت تركيا هجوما “سيتعين علينا الدفاع عن الأراضي السورية ضد أي اعتداء.”

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة