30 شهرا لدي ميستورا بسوريا.. تهجير وإضعاف للثورة

ثائر العبد الله30 مارس 2017آخر تحديث :
sdflleadsll

sdflleadsll

ثلاثون شهرا قضاها الإيطالي ستفان دي ميستورا على رأس مهمته مبعوثا دوليا خاصا لسوريا، قطع خلالها جولات مكوكية بين العواصم المؤثرة في خريطة الصراع السوري، إلا أن الأمين

العام للأمم المتحدة قرر وضع نهاية لهذه المهمة -التي تنتهي في 31 من هذا الشهر- بعدم التجديد له.

وسيختزن المنتفضون في وجه النظام السوري في ذاكرتهم الجمعية صورة تختصر شخصية دي ميستورا، على أنه ذو ملامح باردة وعينين تختبئان خلف نظارته المثبتة على رأس أنفه دون سواعد، وتلك الأوراق التي طالما حملها بيده النحيلة التي تزينت خنصرها بخاتم صغير وغطتها تجاعيد تنم عن شيخوخة واضحة.

وبعيدا عن هذه الصورة الذهنية، يختزن السوريون أيضا في ذاكرتهم السياسية حكاية تهجير غيرت وجه بلدهم، ومن دون شك عندما يودون توجيه الاتهام لأطراف أخرى غير بشار الأسد؛ فإنهم لا بد سيتهمون دي ميستورا، بحسب حديث الصحفي السوري أيمن محمد مدير تحرير شبكة بلدي الإخبارية المحلية للجزيرة نت.

دي ميستورا في الميزان
برر دي ميستورا الاستقالة بالأمور الشخصية، في حين يرى أيمن محمد أن الصَلَف الذي أبداه النظام السوري في وجه المبعوث الدولي جعل الأمين العام للأمم المتحدة مقتنعا بأن لا مجال للإبقاء على مبعوثه الإيطالي في منصبه، بسبب ما نسبه إليه من أنه قال خلال مقابلة إنه لا يمكن عمل دستور جديد لسوريا في ظل النظام الحالي.

ويقول الصحفي أيمن محمد “لتقييم ما أنجزه أو ما قدمه المبعوث الدولي دي ميستورا، لا بد من وضعه في ميزان المقارنة مع نظرائه الذين سبقوه، أي المبعوث الدولي كوفي أنان، وخلفه المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي”.
ويضيف “هنا بلا شك نجد أن كوفي أنان كان الأكثر كفاءة وذلك لأسباب، إذ تمكن من تقديم خطة من ست نقاط شكلت فيما بعد أرضية تبنتها المجموعة الدولية الفاعلة في الملف السوري كمدخل أساسي لحل الصراع، وباتت تعرف بجنيف 1”.
ويحسب لكوفي عنان -بحسب المتحدث- صراحته عندما استقال، حيث بررها حينها بغياب الوحدة بين أعضاء مجلس الأمن الدولي “وتبادل الاتهامات والسباب” بينهم. وغادر أنان بعد جولات دبلوماسية امتدت ستة أشهر.
مهمة التهجير
في أغسطس/آب 2012، تولى الجزائري الأخضر الإبراهيمي مهمة المبعوث الدولي لسوريا، وتمكن بحسب رأي الصحفي حسام من جمع المعارضة والنظام لأول مرة على طاولة واحدة في جنيف 2، بالإضافة إلى إدخال مساعدات إلى مخيم اليرموك المحاصر جنوب العاصمة وإلى أحياء حمص القديمة المحاصرة.

ويضيف حسام للجزيرة نت “خلال الأيام الأخيرة من عهد الأخضر الإبراهيمي، جرت أقسى عملية تهجير في سوريا بإفراغ أحياء حمص القديمة من أهلها ومن مقاتلي الجيش الحر”، ورغم أن ذلك شكل الصدمة الأقوى على نفوس السوريين الذين يعتبرون حمص عاصمة الثورة، فإن الإبراهيمي أكد ما كشفه كوفي أنان وهو عدم جدية المجتمع الدولي والدول العظمى في مجلس الأمن في حل الصراع بسوريا، فاستقال هو الآخر بعد 19 شهرا.
ويتفق الصحفيان أيمن وحسام على أن الثلاثين شهرا التي قضاها المبعوث دي ميستورا كانت الأقسى في عمر الثورة السورية والأقسى على السوريين، فخلال ولايته تم إفراغ كامل محيط العاصمة دمشق من سكانه، وإفراغ شرق حلب الذي كان يشكل أقوى ثقل للثورة السورية في شمال البلاد، بالإضافة لإفراغ آخر نقطة من مدينة حمص من سكانها وتسليم كامل المدينة للنظام بعد تهجير حي الوعر.
وكل تلك العمليات الديمغرافية تمت على إثر خطة جاء بها دي ميستورا لأجل حل الصراع في سوريا كما يقول، ويمكن اختصارها بإيجاد هدنات أو مصالحات مؤقتة لكل منطقة على حدة. وسمحت هذه السياسة لنظام الأسد بتركيز قواه في مكان واحد ضد المعارضة ثم التفرغ لمكان آخر، بمعنى أن النظام استثمر خطة دي ميستورا لصالحه.
ولأجل ذلك يميل عدد كبير من الناشطين الصحفيين والقانونيين السوريين والمدنيين في المناطق المحاصرة، لتوجيه أصابع الاتهام لدي ميستورا في إضعاف الثورة السورية والانحياز الكامل للنظام.

الجزيرة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة