هورموزلو: الحل بيد الشعب السوري.. والحل المفرح قريب

الساعة 2513 أغسطس 2012آخر تحديث :
uhygcxsji vuhwdu 6421

قال كبير مستشاري الرئيس التركي “إرشاد هورموزلو”، إن هناك الكثير من «التهويل الإعلامي» في شأن الملف الكردي في سوريا، معتبرا أن النظام السوري الذي «يحاول إزعاج تركيا من خلال تسليم بعض المناطق لإرهابيين (حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا)، سوف يحترق بنار الإرهاب في نهاية المطاف»، مؤكدا أن ما يقوم به هذا النظام «لن يمر من دون مساءلة»، مكررا التهديدات التركية بتعقب هؤلاء في الأراضي السورية.

وبعدما شدد هورموزلو في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» على أن ملف «المنطقة الآمنة» والممرات الإنسانية «مطروح بجدية»، أكد أن من مسؤولية الدول الأخرى المجاورة لسوريا المساعدة في إنقاذ الشعب السوري من «بطش النظام»، مشيرا إلى أن «إيواء الهاربين لا يكفي». وأشاد هورموزلو بما يقوم به «الجيش الحر» في الدفاع عن المدنيين السوريين، معتبرا أن مفتاح الحل أصبح بالكامل بيد الشعب السوري، وأن الشعب عندما يبادر إلى احتضان مثل هذه التحركات سيصل إلى النتيجة المرجوة، على الرغم من أن هذه الأحداث كلفت الكثير من الدماء والدموع.

وقال هورموزلو إن «النظام السوري بدأ يستلم رسائل واضحة منذ أكثر من 18 شهر، لكن قراءة الرسائل بشكل صحيح لم تبدأ إلا في الأشهر الأخيرة حسبما أرى. وأنا أسمع خطى نظام بدأ ينهار في سوريا.
ولذلك، وحقنا للدماء، المفروض الانتقال إلى حياة ديمقراطية صحيحة وشفافة فورا». وفي ما يلي أبرز ما جاء في الحوار:

* كيف يمكن تحقيق الانتقال السلمي للسلطة في سوريا الآن؟
– المجتمع الدولي كان يجب أن يتحلى بمسؤولية كاملة حيال هذا الموضوع منذ فترة طويلة، وأنا أرى أنه من العار على المجتمع الدولي أن يسكت على ما يحدث في سوريا من انتهاكات لحقوق الإنسان ومن قتل مبرمج. هذا الموضوع يجب أن يتوقف الآن، ويجب أن تكون هناك آليات معينة خارج نطاق الاحتكام إلى مجلس الأمن وحق النقض (الفيتو) وما إلى ذلك، وأن يتم التعامل مع هذه الحقائق وفق هذه الأسس.. أي أن يجري إنقاذ الشعب السوري بكل الوسائل الممكنة وبأي شكل من الأشكال. ويجب أن تطرح كل البدائل على الطاولة بين الدول الصديقة والحليفة والشقيقة، بما في ذلك المناطق الآمنة والممرات الآمنة، وبما في ذلك محاولة إنقاذ المدنيين السوريين من بطش النظام.

* وما الدور الذي يمكن لتركيا القيام به في هذا الصدد؟
– جميع دول الجوار يجب أن تقوم بمسؤولياتها في هذا المجال. هناك 4 دول محيطة بسوريا، وليس تركيا فقط. وهذه الدول أعضاء بارزة ومسؤولة في المجتمع الدولي، ويجب أن تتحلى بمسؤولياتها. إن إيواء قسم من الهاربين من بطش النظام ليس كافيا بالمرة، إنما التحركات الرامية إلى إنقاذ المدنيين، وتطبيق المقترحات الدولية التي سبق وقدمت في هذا الصدد.

* في ظل العجز الدولي عن اتخاذ أي قرار في مجلس الأمن، هل يمكن لتركيا اتخاذ مبادرات معينة بالتنسيق والتعاون مع حلفائها وأصدقائها كإنشاء المنطقة الآمنة؟
– يعول كثيرون على التدخل الخارجي، لكن الشعب السوري هو من يمتلك مفتاح الحل. وبحركته الكاملة والمصممة والعازمة على الانتقال إلى الديمقراطية، سيكون هناك حل ونهاية مفرحة للشعب السوري. هذا الشعب يملك زمام المبادرة الآن، وهناك الكثير من القوى الوطنية السورية التي لا تحبذ التدخل الخارجي وعسكرة الأزمة.

* لكن الوضع في سوريا انتقل نحو العسكرة بشكل واضح..
– ما يحدث في سوريا ليس بوادر حرب أهلية، ولا عسكرة للأزمة، وإنما خطوات للدفاع عن النفس، فكما نذكر جميعا كانت كل المظاهرات التي انطلقت سلمية لأشهر عدة، لكن آلة القمع التي دكت المدن والبيوت وتعرضت للناس، حملتهم على الدفاع عن النفس. والجيش السوري الحر تميز في هذا الموضوع باعتباره وسيلة للدفاع عن المدنيين في قراهم وأحيائهم. لا يوجد عسكرة، وإنما مجاميع للدفاع عن النفس. وأرى أن الشعب عندما يبادر إلى احتضان مثل هذه التحركات سيصل إلى النتيجة المرجوة على الرغم من أن هذه الأحداث كلفت الكثير من الدماء والدموع.

* هل تقومون، أو تعتزمون، تقديم الدعم العسكري للجيش الحر؟
– إن الجيش السوري الحر شأن سوري صرف.. ولذلك يجب الرجوع إلى الجيش السوري الحر حول ما إذا كان يطلب مساعدة من أي دولة خارجية، لكن حماية المدنيين والعوائل هي أولوية قصوى يسعى إليها الجيش الحر، وتسعى إليها المنظمات الدولية، ولذلك تتقاطع هذه الأهداف وتتلاقى في هذا الموضوع.

* الشهر الماضي تزايدت الحشود التركية على الحدود، فهل هذه الحشود هي رسالة تحذير أو تحضير لعمل ما؟
– تركيا قالت منذ أشهر عدة إنها تتحسب لأسوأ الاحتمالات. وعندما يتحسب بلد لأسوأ الاحتمالات، فيجب أن يتخذ جميع الاحتياطات لضمان أمنه وأمن مواطنيه وسلامة أراضيه، ولذلك كانت هذه التحركات العسكرية لحماية الأراضي التركية من أي بوادر تنذر بالخطر على أمن مواطنيها. وفي الوقت نفسه، هناك تحركات معادية في قسم من الأراضي السورية، وهنا لا بد من أن أذكر أننا نميز بين الأكراد السوريين وبين المنظمات الإرهابية. وتركيا قالت بصريح العبارة إنها لن تسمح بأن تكون الأراضي السورية، وشمالها تحديدا، منطلقا لأعمال تخريبية من قبل منظمات إرهابية ضد تركيا؛ بغض النظر عن كونها من أصول كردية أو غير كردية. وهذا التمييز يجب أن يفهم من قبل الشعب السوري والشعوب العربية وشعوب المنطقة.

* يقال إن الورقة الكردية يمكن أن تستخدم للضغط على تركيا بشكل مؤثر لمنعها من دعم الجيش الحر؟
– لقد قلنا دائما إن اليد التي تمسك بورقة الإرهاب تحترق هي الأخرى بفعل هذا الإرهاب.. وأي دولة أو فئة تستعمله ستحترق هي الأخرى بناره. واضح جدا أن النظام السوري بدأ يستعمل هذا الموضوع، ويترك قسما من الأراضي السورية لمنظمات إرهابية لإزعاج تركيا. وهذا الموضوع لا يمكن السماح به، ولا يمكن أن يمر من دون مساءلة ومن دون تعامل جدي معه.

* بما في ذلك العملية العسكرية؟
– جميع المواثيق والأعراف الدولية تتيح لتركيا تعقب الإرهابيين خارج الحدود إذا كان أمنها وأمن مواطنيها في خانة الخطر.

* هل تملكون معلومات موثقة عن تورط سوريا في «الورقة الكردية»؟
– هذا واضح جدا، ويمكن الاستدلال عليه من تصريحات قادة هذه المنظمات، وكذلك الأعلام التي رفعت في قسم من الأراضي السورية, لكن يجب أن نعلم أن هناك تهويلا إعلاميا بالنسبة إلى شمال سوريا، فشمال سوريا ليس كله مناطق كردية، إنما هناك جبل التركمان، وهناك عشائر عربية وتركمانية وكردية. كما أنه ليس جميع الأكراد في خانة المنظمات الإرهابية، وإنما هم مواطنون صالحون يرون أن من مصلحتهم أن يكونوا ضمن الوطن السوري الواحد، ولهذا يجب عدم التصرف بانفعالية في هذا الموضوع، وإنما دراستها بجدية وحرص.

* ما حقيقة ما يتردد عن «اتفاق أضنة» السري الذي يقال إنه منح السلطات التركية حق التعقب داخل الأراضي السورية؟
– إذا كان الاتفاق سريا فيجب أن يبقى كذلك. تردد الكثير حول هذا الموضوع، لكن يجب أن أذكر أن الأعراف والمواثيق الدولية وأحكام القانون الدولي تسمح بالدفاع عن النفس والتعقب خارج الحدود.

* كيف تأثرت العلاقات مع إيران جراء الأزمة السورية، خصوصا بعد الانتقادات المتبادلة التي سمعناها؟
– تركيا والمسؤولون فيها قالوا بصراحة إن الدول التي تدعم النظام السوري يجب أن تراجع مواقفها؛ فليس من مصلحة أي دولة مساندة نظام يمارس الإرهاب على شعبه ويشن الحرب عليه. هناك تحاور مستمر وقنوات مفتوحة مع إيران. العلاقات الدولية يجب أن تستند إلى الحوار، وهذا ما يجري حاليا مع إيران.

—————————-
* حوار منقول عن صحيفة الشرق الأوسط

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة