نجوم سوريون، استنكار وإضراب

ثائر العبد الله27 فبراير 2012آخر تحديث :
nojm syri 482

nojm syri 482

 

حالة من القلق والاستنكار يعيشها الفنانون والمبدعون السوريون سواء كانوا داخل وطنهم أو كانوا خارجه؛ نظراً للظروف المأساوية التي تمر بها سوريا، فلقد أصبحت الحسابات الشخصية للمبدعين السوريين هي متنفسهم الوحيد للتعبير

عن حالاتهم النفسية وآرائهم بدون حظر أو مصادرة لآرائهم التي أصبحوا يعلنون عنها بصراحة وبكل جرأة في ظل الأحداث الدموية اليومية التي تشهدها سوريا يوميا، والتي أصبح العالم كله يتحدث عنها ويستنكرها، وعلى الرغم من استنكار الجميع بصفة عامة لهذا العنف فإنهم اختلفوا فيما بينهم حول المتسبب في هذه الأحداث والمجازر البشرية التي أصبحت على مسمع ومرأى العالم.
فمن جانبه وصف المخرج هيثم حقي الثورة السورية بأنها عظيمة، مستشهدا بمقوله “و إذا نبا العيش الكريم بماجد حر رأى الموت الكريم صوابا .. إيليا أبو ماضي، مؤكدا أن شعار “الموت ولا المذلة” كان من أيام يوسف العظمة وإيليا أبو ماضي.
وأضاف حقي أن الكتبة الشبيحة فقدوا صوابهم: مقابل كل رأي لعنة… مقابل كل كلمة حرية مزيد من التمسك بالعبودية … مقابل أي دعوة للدولة الديمقراطية التعددية يستحضرون كل قاموس الابتذال لشتم من ألّفوا بمديحهم ديباجات التمجيد، فقط لأن هؤلاء يقفون مع الشعب المنتفض ضد القتل والقتلة .. إنها مدرسة واحدة : بَدَك حِريّة ؟؟؟ هاي مشان الحِريّة!!!
وكان المخرج هيثم حقي قد قام بحذف بعض من أصداقه على “فيسبوك” بسبب آرائهم التي لم ترق له قائلا: أقول للذين يحتجون على حذفهم من صداقتي بسبب عدم قدرتي على بلع ادعائهم الموضوعية وهم ينحازون إلى القاتل ضد الضحية، فيخرجوا في وجهي كل فترة ليقولوا ألم تر الانفجار؟ ألم تسمع بالخطف؟ أنت بعيد ولا تعرف ما يجري… أقول: يا من كنتم يوماً أصدقائي، “فيسبوك” ليس برلماناً، وصفحاته شخصية، ومن لم يقتنع حتى الآن بأن هناك سلطة تقمع وتعتقل وتعذّب وتقتل وعليها أن تتوقف فوراً، ومن لم يقتنع عملياً وليس بالكلام بأن سوريا يجب أن تنتقل من دولة شمولية للحزب الواحد إلى دولة مدنية تعددية ديمقراطية برلمانية مع فصل للسلطات واستقلالية للقضاء ومواطنة متساوية أمام قانون يعدل ليصبح عادلاً… لهؤلاء أقول اعذروني صفحتي لي وصداقاتي لا يمكن أن تبقى كما كانت قبل الثورة.

وبالنسبة للديمقراطية فأنا ديمقراطي اجتماعي حتى النخاع، ولست بحاجة إلى شهاداتكم فأعمالي وكتاباتي وسلوكي خلال أربعين عاماً من العمل تدلل على ذلك. لكن الصراع الديمقراطي هو بين برامج يحدد نجاحها صندوق الاقتراع النزيه … وليس بين الانحياز لبقاء الحال التي هي من المحال، وبين ما يريده الشعب السوري من تغيير لا لبس فيه، وقد قلت لكم بوضوح… وداعاً بعض من كنتم أصدقائي فانحيازكم المعلن والمبطن يؤلمني كما يؤلمكم موقفي إن كنتم صادقين. فدعونا لا نؤذي ذكرياتنا أكثر مما آذيناها حتى الآن… وداعاً وإلى لقاء في سوريا الجديدة سوريا تداول السلطة، حيث نستطيع أن نتناقش دون قمع ودماء.

78 ألف لاجئ سوري في الأردن:
أما الكاتبة ريما فليحان فتصرخ بشكل يومي على حسابها الخاص على “فيسبوك” متألمة جراء سقوط الشهداء والأبرياء من الأطفال والنساء والشباب، وعلى الرغم من تعرضها بشكل دائم لشائعات تخونها وتشكك في موقفها السياسي فإنها لم تتوقف عن التصريح عن رأيها بكل جرأة من دون أن تخشى لومة لائم وقامت بوضع شعار على حسابها الخاص مضمونة “الإضراب وسيلتنا لتحقيق كرامتنا” معلنة أنه من المخزي أن تسير حياتنا بشكل اعتيادي بعد كل هذا الدم… أما حان لهذا القتل أن يتوقف…ويسقط التخوين.. يسقط الرياء والكذب.. يسقط الخونة.. يسقط بشار الأسد.. وعاشت سوريا لنا جميعا.

وأعربت فليحان عن استيائها وألمها من اللاجئين السوريين في الأردن قائلة: 78 ألف لاجئ سوري في الأردن.. يؤلمني أن أخبركم أن هناك بعض الأفراد منهم بدأت أراه على شارات المرور والأرصفة.. وهناك من يعاني من ظروف قاسية، أضف إلى ذلك أن كل من دخل إلى الأردن بطريقة غير نظامية غير قادر على العمل.

وبكلمات تحمل المرارة في طياتها أضافت: تستقل الأرواح ساعات الانتظار وتتصاعد الأنفاس بغباء يكاد يكون أزليا بحجم انتظارنا الملعون بتعويذة القهر والموت… عيوننا لم يعد يعنيها عتمة النور في أعينهم المغمضة بفعل القذائف كما لم يعد يعنيها نور الظلمات القابعة في صمت مخزٍ… وأصبح النوم كاليقظة في أحسن الأحوال لقلبي المتعب المثخن بالحنين إلى ذلك الفجر المغرور بانتظارنا.. السجادة باتت حمراء ونحن بتنا معلقين على صلباننا ننتظر.

وقد كانت آخر مشاركات فليحان على حسابها الخاص على “فيسبوك” بعنوان نداء عاجل طالبت فيه جميع أصدقائها بنشر نداء استغاثة عاجل قائلة: نداء عاجل إلى الثوار المتواجدين على الطريق الدولي بين حمص ودمشق.. أرجو أن تقطعوا الطريق الدولي بأسرع وقت ممكن.. أرتال الدبابات تتجه إلى حمص وصلت الآن وصلت إلى حرستا على الطريق الدولي باتجاه حمص.

أما الفنان فراس إبراهيم فكانت دعوته الأخيرة على “فيسبوك” هي: لنستمر في الحياة علينا أن ننسى الكثير مما مرّ بنا.. إلا هذه الأيام، لنستمر في الحياة علينا ألا ننساها أبدا، ففي السلم يدفن الأبناء آباءهم وفي الحرب يدفن الآباء أبناءهم!

وعن مجريات الأحداث في بلده سوريا التي أصر على ألا يغادرها رغم عدم الاستقرار والمجازر التي يشاهدها يوميا عبر فراس عن جزنه الشديد من الدماء، التي أصبحت تتناثر يوميا قائلا: يؤلمني ويؤرقني ما يحدث على أرض وطني الغالي سوريا، ولا أريد التصديق أن سوريّا أيّا كانت دوافعه يمكنه قتل أخيه بدم بارد والتمثيل بجثته!

واستنكر فراس ما يحدث في بلاده قائلاً: “ما هذا الذي يجري ولماذا؟ هل يمكن أن يكون القتل والحرق والتخريب مقدمة لإصلاح البلد.. هل هذه الصورة المثلى التي نريد تصديرها للعالم؟! عودوا إلى رشدكم يا أخوتي، لأن من يُقتل ويُسفك دمه هو الأخ والابن والصديق والجار، وما يجري عيب وحرام وكفر ولا يليق بنا كشعب متجذر في الحضارة”.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة