نتائج الحرب على الاثار السورية 

محمد عبدالرشيد27 نوفمبر 2019آخر تحديث :
الاثار السورية بعد الحرب

المحتويات

نتائج الحرب على الاثار السورية

لم يتوقف تاثير الحرب في سوريا على الخسائر البشرية في الارواح والخسائر في المبانى والمنشئات.

ولكن امتدت اثار الحرب المدمرة الى خسائر في الاثار التاريخية في سوريا وهى اثار تعبر عن تاريخ سوريا العريق ومكانتها في التاريخ القديم وهى جزء مهم من التاريخ العالمي.

لذلك تعتبر خسارة أي جزء من تلك الاثار خسارة لا تقدر بثمن لأنها خسارة لجزء من تاريخ سوريا القديم والذى يعبر صفحة من صفحات التاريخ العالمي.

وسوف نحاول ان نتعرف بالتفصيل على تلك الاثار التي طالتها يد التخريب والسرقة والبيع  والدمار سواء بفعل قوات النظام او بفعل الجماعات الارهابية.

لا يوجد ارقام واضحة عن حجم الخراب والتدمير الذى طال اثار سوريا العريقة ولكن كل الخبراء يؤكدوا ان الضرر الذى لحق بتلك الاثار كبير جدا.

ويحتاج الى سنوات طويلة لكى يتم ترميم ما تبقى من اثار سوريا كما ان عمليات الترميم سوف تحتاج الى مبالغ كبيرة لا تقل عن 5 مليارات دولار وفق تصريحات خبراء الاثار.

اثار تدمر

 

سوريا
نتائج  الحرب على الاثار السورية

تعتبر مدينة  تدمر في محافظة حمص والتي كانت تسمى لؤلؤة الصحراء قبل الحرب من اكثر الاماكن التي تعرضت اثارها للتدمير بفعل الحرب الدائرة في سوريا حيث كانت المعارك فيها محتدمة بين قوات النظام من ناحية وتنظيم داعش من ناحية اخرى.

وقد تسبب تنظيم داعش في تدمير جزء كبير من اثار تدمر حيث تم تدمير معبد بعل شمين وهو من اقدم المعابد والذى يصل عمره الى الفين سنة ولم يكتفى التنظيم بذلك ولكنه قام بتدمير الاعمدة الرومانية التاريخية.

ودمر المدافن العامودية المعروفة بالإضافة الى ذلك قام بتدمير اثر تاريخي هام وهو  قوس النصر والذى تم بناءه منذ ما يقرب من الف و800 سنة وهى اثار لا تقدر بثمن تم تدميرها بسهولة ودون اى تقدير لقيمتها التاريخية الكبيرة.

ومن المعروف ان مدينة تدمر كان لها تاريخ عريق حيث كانت جزء من طريق الحرير القديم ولذلك تعتبرها منظمة اليونسكو جزء مهم من التراث العالمي ولكن هذه المكانة التاريخية الكبيرة.

لم تلقى أي اهتمام من جانب المشتركين في الحرب سواء كان تنظيم داعش او قوات النظام الذين لم  يعطوا أي قيمة لهذه  المكانة التاريخية للمدينة العريقة التي كانت مزارا سياحيا هاما.

ويقول أهالي مدينة تدمر ان تنظيم  داعش لم يسمح لأى شخص بدخول الاماكن الاثرية وذلك لأنه كان يعتبرها  اصنام يجب ان يتم تدميرها.

ولم يتوقف الامر على ذلك بل  ان يد التدمير امتدت لكى تطال العاملين في رعاية الاثار حيث قامت قوات تنظيم داعش بقتل واحد من العلماء المتخصصين في الاثار.

وهو خالد الاسعد  وهو من كبار العلماء المتخصصين في ترجمة النصوص الآرامية كما انه حاصل على العديد من الاوسمة وكان يقوم بدور كبير مع أي بعثة اجنبية تصل الى تدمر.

وقد  قام التنظيم بقطع  راسه وتعليقه على عامود انارة وكانت تهمته هي  رعاية الاصنام على حسب وصف تنظيم داعش.

اثار قلعة الحصن

قلعة الحصن او قلعة الفرسان كام كان يطلق عليها  الفرنسيون تقع في الغرب من مدينة حمص وكانت بعض قوات المعارضة قد قامت بالاحتماء بالقلعة مما جعل القلعة هدفا لقوات النظام التي قامت بقصفها بدون رحمة.

حيث تم تدمير سور القلعة والذى ظل قويا ومنيعا طوال فترة الحروب الصليبية ولكنه انهار بفعل القصف الجوي من  طائرات النظام التي قامت  بتدمير جزء كبير من جدار القلعة بالإضافة الى تدمير الجامع وساحة الفرسان وتدمير  الكنيسة  وكل تلك الاثار كانت جزء من قلعة الحصن التاريخية.

وبعد ان انتهت المعارك في القلعة قامت البعثة الهنغارية بعمل حصر لكل الاثار التي يمكن ان يتم ترميمها وقد تم  اكتشاف تعرض واحد من ابراج المراقبة الهامة في قلعة الحصن.

والذى يسمى برج بنت الملك والذى يقع في جنوب القلعة في مواجهة دبابات ومدافع النظام التي كانت قد اتخذت من منطقة وادى النصارى موقعا لقواتها مما كان له اثر كبير في تدمير جزء كبير من برج المراقبة.

ورغم ان الحرب كان لها الدور الاكبر في تدمير اثار سوريا الا ان عمليات النهب والسرقة للأثار كان لها دور كبير ايضا حيث قام العديد من الاشخاص بالتنقيب في المناطق الاثرية.

ومنها عمليات التنقيب التي حدثت في مدينة افاميا والتي تم حفر ما يقرب من 5 الاف حفرة بواسطة المخربين ولصوص الاثار لكى يقوموا بالتنقيب  عن الاثار بتلك المدينة الاثرية وكانت المدينة في هذا  الوقت تحت سيطرة قوات النظام.

اثار حماة

طوال المظاهرات التي كانت في مدينة حماة لم تتعرض الاثار في المدينة الى أي تخريب او سرقة حتى وصلت اليها قوات النظام وبعد ذلك قام مدير المتحف الوطني في مدينة حماة في عام 2011 بتنفيذ عملية سرقة.

لواحد من اهم الاثار التاريخية في مدينة حماة حيث قام بسرقة تمثال الالهة أرامي وهو تمثال يرجع تاريخه الى القرن الثامن قبل الميلاد والتمثال تم صنعه من البرونز وتم تغطيته بالذهب  وحادثة السرقة تلك معروفة  ومشهورة في سوريا كلها.

بالإضافة الى تلك الحادثة الشهيرة كانت هناك حادثة اخرى لسرقة الاثار السورية وقعت في مدينة تل عفر والتي  تقع على نهر الفرات في شرق سوريا والتي تم فيها سرقة 18 دمية من الطين.

يعود تاريخها الى القرن السابع عشر كما قام لصوص  الاثار بالتنقيب عن الاثار في اماكن قريبة من  مدينة ماري في البو كمال وذلك تم في بداية الثورة السورية.

وتسببت محاولات التنقيب تلك في سرقة الكثير من القطع الاثرية التي تم اخراجها الى خارج سوريا الى تركيا والى لبنان والعراق لكى يتم بيعها كما تذكر التقارير والاحصاءات الى سرقت ما يقرب من 12 متحف من اصل 36 متحف  في سوريا.

اثار ادلب

تمتلك مدينة ادلب جزء هام من اثار سوريا حيث يذكر خبراء الاثار انها تمتلك ما يقرب من ثلثي اثار سوريا وبالذات في مناطق البارة وفى تل مرديخ وفى ايلا.

حيث تعرضت اثار سار جبلا في مدينة البارة الى التدمير بسبب الحرب بالإضافة الى تعرض الاثار للسرقة حتى ان الأهالي قاموا بنقل بعض احجار اثرية الى اماكن اخرى قريبة مما جعل اثار المدينة مشتتة وغير معروفة اماكنها.

كما تعرضت الاثار في مدينة حارم الواقعة في ريف مدينة ادلب الى التدمير بفعل القصف  بالإضافة الى تعرض  الاثار في متحف مدينة معرة النعمان الى التدمير والتخريب بسبب سقوط صاروخ عليه.

اثار حلب

نتيجة للقصف الشديد في اثناء الحرب تم تدمير جامع السلطانية بشكل كامل بالإضافة الى تدمير السراي  الحكومي كم تدمير فندق الكارلتون الأثري ومحوه من الوجود تماما  بفعل  تدمير المعارضة.

لنفق كان موجود تحته والذى كانت قوات النظام تقوم بالتجمع فيه وكان  فندق كارلتون يعود تاريخه الى القرن السابع عشر وكان مستشفى في ذلك الوقت.

كما  تعرضت الاثار في درعا الى السرقة كما حدث في كنيسة باخوس وتعرضها للسرقة من قبل لصوص الاثار.

موضوعات تهمك:

الاثار العراقية بعد الحرب على داعش

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة