موقف الحزب الديمقراطي الأميركي من إسرائيل

محرر الرأي1 أبريل 2019آخر تحديث :
موقف الحزب الديمقراطي الأميركي من إسرائيل

موقف الحزب الديمقراطي الأميركي من إسرائيل

  • الجيل الجديد من الأميركيين اليهود لم يعد يرى أن إسرائيل في صلب تكوينهم، ولم تعد تعني لهم ما كانت تعنيه لوالديهم.
  • اتضح للجيل الأمريكي الجديد عدم اتساق مبادئه إجمالا مع السياسات الإسرائيلية.
  • تحول متدرج وإعلان عشرة من مرشحي الحزب للانتخابات الرئاسية القادمة نيتهم عدم حضور مؤتمر اللوبي الإسرائيلي (إيباك).
  • كان التأييد الأعمى لاسرائيل في الكونغرس لا يقتصر على حزب أو مدرسة فكرية معينة وسيطر اليمين الصهيوني على الحزب الجمهوري.
  • تحولات داخل المجتمع الاميركي والحزب الديمقراطي ينبغي وعدم تجاهلها بحجة ان اميركا بكاملها تقف مع اسرائيل دون تمييز.
  • استطلاعات غالوب الاخيرة تظهر ان التأييد لإسرائيل بين الديمقراطيين الليبراليين الأميركيين وصل أدنى مستوياته.

بقلم: مروان المعشر

يمر الحزب الديمقراطي الاميركي بعملية تغير متدرجة بالنسبة لموقفه من اسرائيل. وبعد ان كان هذا الحزب يتخذ مواقف شبه عمياء في تأييده لإسرائيل، يدعمه في ذلك وقوف اكثر من ثمانين بالمائة من الناخبين الأميركيين اليهود الى جانب هذا الحزب.

نشهد اليوم عملية تحول تدريجية تحاول الابتعاد عن المواقف الاسرائيلية المتطرفة، وبخاصة الابتعاد عن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو تطور لافت ما كان من الممكن الحلم به قبل سنوات قليلة.

وقد وصل الامر في هذا التحول المتدرج إلى إعلان عشرة من مرشحي الحزب للانتخابات الرئاسية العام القادم نيتهم عدم حضور المؤتمر السنوي للوبي الإسرائيلي (إيباك) قبل أيام، بعد ان كان كبار أعضاء الحزب يتسابقون لإظهار حضورهم في السابق كسبا للأصوات اليهودية.

من هؤلاء المرشحين الذين أعلنوا عدم نيتهم حضور المؤتمر أعضاء مجلس الشيوخ كاميلا هاريس وكريستين غيليبرد وإليزابيث وارن وبيرني ساندرز والنائب السابق بيتو أوروك وحاكم واشنطن جاي انسلي وغيرهم.

في الماضي، كانت هناك مدرستان سياسيتان أميركيتان تحكمان العلاقة مع اسرائيل، مدرسة تساند اسرائيل بشكل شبه اعمى بغض النظر عن أي سياسة إسرائيلية، تقابلها مدرسة “عقلانية” تحاول إيجاد نوع من التوازن مع العلاقات الاميركية العربية.

وكان من أنصار المدرسة الثانية بعض كبار أعضاء مجلسي النواب والشيوخ أمثال وليم فولبرايت وفرانك تشيرش ولي هامليتون وريتشارد لوغر وغيرهم.

ثم انقرضت هذه المدرسة تدريجيا، حتى بات التأييد الأعمى لاسرائيل خاصة في الكونغرس لا يقتصر على حزب بذاته او مدرسة فكرية معينة.

واصبح الاتجاه اليميني المحافظ الذي سيطر على الحزب الجمهوري منذ ما يقرب من الثلاثين عاما ممتدا ليشمل تأييدا مغاليا في شدته نحو اسرائيل حتى سبقت مواقف الحزب الجمهوري في تأييدها تلك من الحزب الديمقراطي.

لكن التأييد الأعمى لاسرائيل، خاصة لدى ابناء الجيل الجديد من الاميركيين، بدأ بالتخلخل بعد ان اصبح واضحا لهذا الجيل عدم اتساق مبادئه بشكل عام مع السياسات الاسرائيلية.

وأذكر حين كنت أدرّس مادة عن الصراع العربي الإسرائيلي في جامعة ييل العريقة قبل تسع سنوات ان سألت بعض التلاميذ الأميركيين اليهود ماذا يدفعهم لأخذ مادة عن الصراع يعلمها أستاذ عربي؟

وكان الجواب مفاجئا لي في حينه، اذ قال لي معظمهم انهم نشؤوا في بيئة تنظر لإسرائيل على أنها في صلب تكوينهم منذ الصغر، وكانوا ينظرون لهذا الصراع من وجهة نظر واحدة فقط، حتى إذا كبروا وأصبحوا غير مرتاحين لدولة تُمارس الاحتلال والتمييز ضد شعب آخر، شعروا بضرورة سماع وجهة النظر الاخرى.

كما أضافوا ان الجيل الجديد من الأميركيين اليهود لم يعد ينظر لاسرائيل على أساس انها في صلب تكوينهم، ولم تعد تعني لهم ما كانت تعنيه لوالديهم.

لقد بدأنا نشعر بهذا التحول داخل المجتمع الاميركي اليوم. وهناك قلق اسرائيلي متزايد يتعدى مواقف النائبتين الديمقراطيتين رشيدة طليب وإلهان عمر ليشمل اليوم مواقف عدد كبير من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين المعارضة لقانون حظر التعامل مع الشركات الاميركية الملتزمة بحملة مقاطعة إسرائيل BDS ضد المنتجات الاسرائيلية، وان كان بحجة تعرض هذا القانون لحرية الرأي والمعتقد.

ما كان من الممكن قبل عدة سنوات لأي من أعضاء الحزب اتخاذ موقف معاد لاسرائيل تحت اي مسوغ بدون التعرض لخطورة السقوط في الانتخابات.

من الضرورة متابعة هذه التحولات التي تجري داخل المجتمع الاميركي و داخل الحزب الديمقراطي، وعدم تجاهلها بحجة ان اميركا بكاملها تقف مع اسرائيل دون تمييز.

هناك تحول يجب رصده في عالم السياسة، خاصة وان استطلاعات مؤسسة غالوب الاخيرة تظهر ان التأييد لاسرائيل بين الديمقراطيين الليبراليين الأميركيين وصل لأدنى مستوياته.

* د. مروان المعشر رئيس مركز كارنيغي للشرق الأوسط، وزير خارجية الأردن الأسبق.
المصدر: الغد الأردنية

موضوعات تهمك:

فضيحة الشهادات المزورة في باكستان ودول الخليج

الخيارات الإقليمية في مواجهة اليمين الأمريكي والإسرائيلي؟

الحملة ضد إلهان عمر: أسباب وأبعاد

ترامب والجولان والهوان العربي

غزة – فلسطين – الأمة

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة