لماذا يستحق منير مزيد جائزة نوبل فى الأدب؟

أحمد عزت سليم20 نوفمبر 2018آخر تحديث :
لماذا يستحق منير مزيد جائزة نوبل في الأدب؟

لماذا يستحق منير مزيد جائزة نوبل فى الأدب؟

عندما تنطلق الروح الإنسانية المبدعة بعمق واتساع تاريخها وفاعلياتها فى الحاضر لتشكل لحظتها الكلية الحاضرة بجماليتها اللغوية والدلالية والإيقاعية والخيالية وجماليات المفارقة والمغايرة لتعبر بقوة عن حرية الإنسان فى عالمه المعاصر من أجل تشكيل جماليات حرية الإنسان الآنية والمستقبلية، من هذه الإنطلاقة يتشكل إبداع الشاعر منير مزيد الذى امتلك بقوة ذاته المبدعة سحر الكلمة والصورة والرمز الكلى المركب فشكل بهم تمرده الفكرى ومغايرته الإبداعية وتفرده الدينامى الذى اتصف بامتلاك ديمومة المغايرة اللا نهائية ورفض التكرارية والتبعية بكل جوانبها المتعددة اجتماعيا وسياسيا وسلوكيا والمركبة رأسيا وأفقيا، وليتجاوز إبداعه‎‏ المطلق والواقع الشعرى السائد، وقد تشكلت هذه الديمومة اللانهائية من تاريخه الإبداعى والفكرى المقاوم للتردى المحيط به، إنها الوعى السائر والمنطلق من هويته بتاريخها الميلادى والوراثى والتجربة الذهنية بتاريخها المتوارث.

 

وبكونه ناشطا ونشطا وسائرا ومنطلقا بدينامية لا تنقل فحسب الأصوات والصور والأفكار  والحركات الأحجام واللون والضوء والرائحة والإحساس والشعور واليقظة والزمن والمكان والمسافة والامتداد واللذة والألم والسبب والاحتمال والعلاقة فحسب لكنه أيضا يخلق التفاعل بينهم فى علاقات لا متناهية ومن خلال الدماغ البشرى الذى تسيطر ميكانيزماته على الأنماط السلوكية المعقدة مثل الانفعالات، وبكونه مجسم الأبعاد والمحتوى والإنتاج منحفر فى الذاكرة المبدعة يتمييز بالديمومة معبرا عن نفسه ومن خلال إبداعه المتمييز ليشكل خصيصة وعيوية تتمييز  بالإستباقية والاحتمالية وكقاعدة للوعى البشرى، وبكفاءة فى مواكبة التطور واستباق المستقبل وما يمتلك هذا الوعى لدى الذات المبدعة من انطلاقية تتمييز بامتداد عميق له جوانبه الجوانية الباطنية الخفية والمطمورة والمكتومة والمستورة والخاصة داخل الأعماق السحيقة للذات البشرية وللذات المبدعة لتمتد الانطلاقية إلى تحقيق الذات المبدعة بروحانية قادرة علي التحدي والجدل والحدس والاستبقاق والتحرر والإبداع والاستشراق والاستشراف والإنارة ليشكل الوعى بهذا التركيب البنائى ماهية القوة المبدعة.

 

وبمقدار كون هذا الإبداع متجدداً ولا مجال به للنقل والاتباع  فلا يفرض علينا شعوراً بالضيق أو الزهق أو إحساسا بالرجعية وإنما تتحرر أنظمته الدلالية والصوتية من إسارها القديم وتجربتها السحيقة القدم لتصير بكل هذا حية فينا كما تصير بكراً وهى تلامس الواقع من جديد فتنشأ إنتاجية جديدة للقراءة فى واقع مغاير، وهكذا يتفوق النص على المعتاد الشعرى بكليته الصوتية الإيقاعية والدلالية التصويرية ليعبر بقوة بالغة عن الإنسان الذى امتلك حريته تمثيلا للحرية الإنسانية المبدعة ، ومن هذه الكلية التعبيرية التى تعبر عن كينونة الإبداع الإنسانى فى سعية نحو الحرية الكلية المبدعة نؤكد على استحقاق الشاعر منير مزيد بقوة لجائزة نوبل فى الأدب.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة