قبل المدافع بدأت حرب الجيل السادس بين أميركا وإيران

محرر الرأي15 مايو 2019آخر تحديث :
قبل المدافع بدأت حرب الجيل السادس بين أميركا وإيران

قبل المدافع بدأت حرب الجيل السادس بين أميركا وإيران

  • السلاح الأميركي المحشود في الخليج لا يكفي لخوض حرب على نسق حروب الأجيال الخمسة.
  • واشنطن ستخوض هذه المواجهة بحرب الجيل السادس، 6GW، بوصفها حروباً تقاد وتفعل أدواتها ويتم التحكم بها عن بعد.
  • التوتر الراهن أعلى من تهديد وأقل من حرب، ويتم حالياً قرع طبول الحرب الإلكترونية عن بعد، كجزء من حرب الجيل السادس.

* * *

بقلم | ظافر محمد العجمي

في الوقت الذي تعبر فيه حاملة الطائرات «إبراهام لينكولن» قناة السويس، وتتوجه طائرات «B52» للمنطقة، يكون النسق الأول والثاني من حرب الجيل السادس «6GW» قد تم تنفيذه من قبل الولايات المتحدة وإيران على حد سواء.

فبعد جيل البنادق، ثم جيل المدرعات والطائرات، وجيل الحرب اللامتناظرة، والجيل الخامس، المعنية بالتعامل مع كيانات صغيرة، نصل إلى حروب الجيل السادس المستهدفة للعقول والمؤسسات بجهد دولة وجهد توابع الدولة، بخليط من حرب هجينة،Hybrid Wars، استخبارية إلكترونية وتضليل إعلامي وحرب نفسية.

فمن ضمن مكونات حرب الجيل السادس تبرز الحروب السيبرانية، Cyber Wars، ويديرها في أميركا مركز قيادة الحروب السيبرانية،Cyber Warfare Command المستقلة، حيث تتبع USCYBERCOM البنتاغون مباشرة كقيادة البرية والبحرية والجوية.

ومن مظاهرها التي سبقت فتح نيران المدافع في الخليج، المناوشات بطائرات مسيرة بإرسالها أو بإسقاطها، حيث حلقت قبل أسبوعين طائرة بلا طيار تابعة للحرس الثوري من نوع «أبابيل 3» فوق حاملة طائرات أميركية في الخليج.

ولا نعتقد أن قواعد الاشتباك الأميركية لم تحسب حساباً لهذا الإنجاز الإيراني، كما لا نعتقد أنه كان على الحاملة إسقاطها فجودة الطائرات الإيرانية من دون طيار متدنية، حتى إن الجيش اليمني والتحالف يسقطون العديد منها كل شهر.

كما أن لدى الأميركان- وإن لم يتباهوا بها كالإيرانيين- قدرات طائرات مسيرة صغيرة الحجم لأغراض التجسس على المحادثات بين الأشخاص وجمع المعلومات.

بل لن نتعجب لو وجدنا نصف سفن الحرس الثوري الإيراني وهي تهيم وسط الخليج، أو أن تدخل موانئ الكويت أو دبي حين يسيطر الأميركان على نظام تحديد المواقع العالمي GPS للتضليل.

وقبل المدافع، بدأت أيضاً حرب ضروس على العقول في إيران بالـ«سوشيال ميديا»، يقودها إيرانيون ضد نظام طهران من لوس أنجليس ومن منتسبي مجاهدي خلق، وهي حرب تسير في نسق محسوب بدقة مع غارات القراصنة «هاكرز» وحروب الفيروسات الرقمية لاستهداف منشآت إيران ونظمها العسكرية أو المؤسسات والأفراد التابعين للحرس الثوري.
فالقراصنة «هاكرز» الإيرانيون تحت غطاء «مؤسسة مبنا» يعملون على اختراق الأنظمة والشركات والحكومة الأميركية، فقد دقت

«مايكروسوفت» في 7 مارس 2019، ناقوس الخطر بسبب «هاكرز» إيرانيين استهدفوا 200 شركة أميركية.
كما قامت جماعة «وسطاء الظل» الإيرانية باستهداف عملاء استخبارات الأمن القومي الأميركي ونشر أدواتهم على الإنترنت، وكان الرد الأميركي قاسياً!

فقد انتشر خبر عن خيانة داخلية بين القراصنة «هاكرز» الإيرانيين، جراء كشف الأميركيين بيانات القراصنة الإيرانيين السرية والأدوات التي يستخدمونها، وكشف منصات تحركاتهم المسماة APT34 أو OilRig والعاملة لصالح الحكومة الإيرانية.

إن المواجهة الحالية بين واشنطن وطهران ترمي إلى تركيع إيران نووياً، لكن السلاح الأميركي المحشود في الخليج لا يكفي لخوض حرب على نسق الأجيال الخمسة، مما يؤكد أن واشنطن ستخوض هذه المواجهة بالجيل السادس، 6GW، بوصفها حروباً تقاد وتفعل أدواتها ويتم التحكم بها عن بعد.
ما يجري بين واشنطن وطهران أعلى من التهديد وأقل من الحرب، ويتم حالياً قرع طبول الحرب الإلكترونية عن بعد، كجزء من الجيل السادس للحروب.

* د. ظافر محمد العجمي المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
المصدر | العرب – الدوحة

موضوعات تهمك:

هل هي الحرب؟

صدّق أو لا تصدّق.. لكنها أجواء حرب!

صب الزيت على النار في الخليج

يا حكام العرب أنقذوا الخليج قبل فوات الأوان

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة