في يومهم العالمي.. مليار بطل يعانون من “الإعاقة”

شروق عز الدين25 ديسمبر 2018آخر تحديث :
A student poses in the classroom. 38 year old Ronald Joseph lost both his legs in a motorcycle accident in 1997. On march 11, 2011 with the help of the non government organization Help for Haiti, Joseph transformed his personal loss into a communal gain by opening a school for handicapped children in the poor and often volatile Cite Soleil. Currently the one room school helps 50 children from the neighborhood but expansion plans are already underway.
Photo Logan Abassi UN/MINUSTAH
A student poses in the classroom. 38 year old Ronald Joseph lost both his legs in a motorcycle accident in 1997. On march 11, 2011 with the help of the non government organization Help for Haiti, Joseph transformed his personal loss into a communal gain by opening a school for handicapped children in the poor and often volatile Cite Soleil. Currently the one room school helps 50 children from the neighborhood but expansion plans are already underway. Photo Logan Abassi UN/MINUSTAH

نتحدث إليكم في اليوم العالمي لذوي الإعاقة لعام 2018، حيث وصل عدد سكان العالم إلى 7 مليار نسمة، تمثل عدد الأشخاص الذين لديهم شكل من أشكال الإعاقة أكثر من مليار شخص في العالم ، وهذا بنسبة 1 من كل 7 أشخاص، منهم ما يقرب من 100 مليون طفل هم من ذوي الإعاقة، والذي قد تجعلهم الإعاقة أكثر عرضة للعنف بنسبة 4 مرات من الأطفال غير المعاقين، ويعيش 80 ٪ من جميع الأشخاص ذوي الإعاقة في بلد نام.

كما يوجد 50 ٪ من الأشخاص ذوي الإعاقة لا تستطيع أن تتحمل تكاليف الرعاية الصحية، ووقعت 177 دولة على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتي عزموا على تنفيذها .

ما هي الإعاقة؟

الإعاقة هي حالة أو وظيفة يحكم عليها بأنها أقل قدرة قياسا بالمعيار المستخدم لقياس مثيلاتها في نفس المجموعة. ويستخدم المصطلح عادة في الإشارة إلى الأداء الفردي، بما في ذلك العجز البدني، والعجز الحسي، وضعف الإدراك، والقصور الفكري، والمرض العقلي وأنواع عديدة من الأمراض المزمنة. ويصف بعض الأشخاض ذوي الإعاقة هذا المصطلح باعتباره مرتبطا بالنموذج الطبي للإعاقة.

والمعوقون أقلّ حظاً من غيرهم فيما يخص الحالة الصحية والإنجازات التعليمية والفرص الاقتصادية، كما أنّهم أكثر فقراً مقارنة بغيرهم. وهناك أسباب عدة لذلك منها، أساساً، نقص الخدمات المتاحة لهم والعقبات الكثيرة التي يواجهونها في حياتهم اليومية.

وتأخذ هذه العقبات أشكالا عدة، بما في ذلك الأشكال المتعلقة بالبيئة المادية أو تلك الأشكال الناتجة عن القوانين والسياسات، أو التصرفات الاجتماعية أو التمييز.

والأشخاص ذوي الإعاقة هم أكثر عرضة من غيرهم لأعمال العنف:

فالأطفال ذوي الإعاقة أكثر عرضة للعنف بأربعة أضعاف غيرهم من الأطفال غير المعوقين

البالغين ممن يعانون من الإعاقة بصورة أو بأخرى أكثر عرضة للعنف بمرة ونصف من غير المعاقين

يتعرض البالغون من المصابين بحالات صحية عقلية للعنف بنسبة أربعة أضعاف ما يتعرض له غير المصابين بحالات كتلك.

ومن العوامل التي تعرض الأشخاص ذوي الإعاقة للعنف: وصمة العار، والتمييز، والجهل بالإعاقة، وفضلا عن الافتقار إلى الدعم الاجتماعية لمن يقومون على رعاية هؤلاء الأشخاص.

المجتمع الشامل والتنمية

تظهر الأدلة والتجارب أنه عند إزالة العوائق التي تحول دون إدراج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة الكاملة في الحياة المجتمعية، فإن المجتمع يستفيد بأكمله. ولذلك فإن الحواجز التي يواجهها الأشخاص ذوي الإعاقة تضر بالمجتمع ككل، لهذا فتوفير التسهيلات لهم أمر ضروري لتحقيق التقدم والتنمية للجميع.

تقر اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بأن وجود الحواجز هو مكون أساسي للعجز. “وإذ تدرك أن الإعاقة تشكِّل مفهوما لا يزال قيد التطور وأن الإعاقة تحدث بسبب التفاعل بين الأشخاص المصابين بعاهة، والحواجز في المواقف والبيئات المحيطة التي تحول دون مشاركتهم مشاركة كاملة فعالة في مجتمعهم على قدم المساواة مع الآخرين،”

تعد إمكانية الوصول بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة وإدماجهم من الحقوق الأساسية التي تعترف بها اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وليست أهدافًا فقط، بل هي أيضًا متطلبات مسبقة للتمتع بالحقوق الأخرى وتسعى الاتفاقية (المادة 9 – إمكانية الوصول) إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من العيش المستقل والمشاركة الكاملة في جميع جوانب الحياة والتنمية. وتدعو الدول الأطراف إلى اتخاذ التدابير المناسبة لضمان حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على جميع جوانب المجتمع، على قدم المساواة مع الآخرين، فضلاً عن تحديد العقبات والحواجز أمام إمكانية الوصول وإزالتها.

تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ورفاههم في جميع المجالات

أعلن الاحتفاء باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة في عام 1992 بموجب قرار الجمعية العامة 3/47، ويُراد من هذا اليوم تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ورفاههم في جميع المجالات الاجتماعية والتنموية ولإذكاء الوعي بحال الأشخاص ذوي الإعاقة في الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

وبناء على عقود كثيرة من عمل الأمم المتحدة في مجال العوق، دفعت اتفاقية حقوق الإشخاص ذوي الإعاقة — التي اعتمدت في هام 2006 — قدما بحقوق أولئك الأشخاص ورفاههم في إطار تنفيذ جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة وغيره من إطر الأعمال الدولية، من مثل إطار عمل سنداي، خفض مخاطر الكوارث، وميثاق إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في العمل الإنساني، والخطة الحضرية الجديدة، وخطة عمل أديس أبابا بشأن تمويل التنمية .

تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان الشمول والمساواة

يركز موضوع هذا العام على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة لتحقيق التنمية الشاملة والمنصفة والمستدامة، بوصف ذلك التمكين جزء لا يتجزأ من خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وكان التعهد القائم في إطار جدول أعمال 2030 هو ‘‘ألا يُخلّف أحد عن الركب’’. ويمكن للإشخاص ذوي الإعاقة بوصفهم مستفيدين من التغيير وفاعلين فيه أن يُسرّعوا العملية الرامية إلى تحقيق تنمية مستدامة شاملة وتعزيز مجتمعات مرنة للجميع، وبخاصة في سياقات العمل الإنساني والتنمية الحضرية وخفض مخاطر الكوارث. وينبغي للحكومات والأشخاص ذوي الإعاقة والمنظمات التي تمثلهم، فضلا عن المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص، أن تعمل جميعا بروح الفريق الواحد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ويطلق الأمين العام للأمم المتحدة في نفس اليوم من هذه السنة تقريرا رئيسيا بعنوان ” تقريرا رئيسيا بعنوان “تقرير الأمم المتحدة الرائد لسنة 2018 تحقيق أهداف التنمية المستدامة من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة.. لأجلهم.. ومعهم.” وتجمع الفعاليات في مقر الأمم المتحدة خلال اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة الدول الأعضاء وكيانات الأمم المتحدة ورؤساء البلديات وصانعي السياسات الوطنية والمحلية ومنظمات المجتمع المدني والمعاهد الأكاديمية ومنظمات الأشخاص ذوي الإعاقة لمناقشة سبل المضي قدماً نحو تحقيق تنمية شاملة ومنصفة ومستدامة. المزيد في صفحة الفعاليات.

أكثر من مليار شخص يتعايشون مع نوع من أنواع الإعاقة

قال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتريتش” إن هناك حاليا أكثر من مليار شخص يتعايشون مع شكل ما من أشكال الإعاقة، وإنه في مجتمعات عديدة، كثيرا ما ينتهي الحال بالأشخاص ذوي الإعاقة إلى الانقطاع عن الآخرين والعيش في عزلة ومواجهة التمييز.

وأضاف جوتريتش ـ في رسالته بمناسبة اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يوافق ٣ ديسمبر من كل عام ، التي وزعها المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة ـ إن خطة التنمية المستدامة لعام 2030، تمثل التزاما بالحد من عدم المساواة وتشجيع الإدماج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للجميع، بمن فيهم الأشخاص ذوي الإعاقة، وهذا يعني تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، في جميع السياقات وفي جميع البلدان، كما يعني دمج أصوات وشواغل الأشخاص ذوي الإعاقة في جداول الأعمال والسياسات الوطنية.

وتابع” إن الأمم المتحدة تصدر اليوم تقريرها الرئيسي حول “الإعاقة والتنمية 2018، تحقيق أهداف التنمية المستدامة على أيدي الأشخاص ذوي الإعاقة ومن أجلهم ومعهم”، إذ يبين التقرير أن الأشخاص ذوي الإعاقة في وضع غير مواتٍ فيما يتعلق بمعظم أهداف التنمية المستدامة، ولكنه يسلط الضوء أيضًا على العدد المتزايد للممارسات الجيدة التي يمكن أن تهيىء مجتمعاً أكثر استيعابا يستطيعون العيش فيه بصورة مستقلة.

ودعا جوتريتش في هذا اليوم الدولي، إلى تجديد الالتزام بالعمل معاً من أجل عالم أفضل تتحقق فيه الاستدامة ويستوعب الجميع ويُنصفهم ويُتاح فيه الإعمال الكامل لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة