فيروز في العيد

الساعة 2525 أغسطس 2018آخر تحديث :
فيروز في العيد

«غنيتُ مكة أهلها الصيدا :: والعيد يملأ أضلعي عيدا»

بقلم: حسن مدن

لا يمكن أن يدور الحديث عن الأغنيات المرتبطة بالعيد، دون أن نقف أمام أغاني الفنانة الكبيرة السيدة فيروز ذات الصلة بهذه المناسبة، وفي مقدمتها الأغنية الشهيرة: «غنيتُ مكة أهلها الصيدا :: والعيد يملأ أضلعي عيدا»، التي أبدع كاتبها الشاعر سعيد عقل، في استلهام أجواء الحج والحجيج.

وتستعاد هذه الأغنية/القصيدة، ليس فقط لاحتفائها بمدينة مكة المكرمة، وبالأجواء الروحية في الحج، وبأجواء عيد الأضحى، وإنما للتذكير بأن كاتب القصيدة، والأخوين رحباني، اللذين لحنّاها، والسيدة فيروز التي غنتها، جميعهم مسيحيون.

ومع ذلك قدّموا هذا العمل الجميل المتصل بمناسبة وطقوس تخص المسلمين، في تعبير عن زمن عربي آخر كان التسامح له عنواناً، قبل أن تجتاحنا موجات التطرف والتعصب والكراهية والتخندق الطائفي؛ لا بل والمذهبي.

وليس أدلّ على مناخ التسامح والتآخي هذا، مما عبرت عنه أبيات القصيدة/الأغنية، ومنها هذه الأبيات:

«يا قارئ القرآن صلِ له:: أهلي هناك وطيّب البيدا:: من راكعٍ ويداه آنستا :: أن ليس يبقى الباب موصودا :: أنا أينما صلى الأنام :: رأت عيني السماءَ تفتحت جودا :: لو رملة هتفت بمبدعها :: شجواً لكنت لشجوها عودا :: ضجَّ الحجيج هناك فاشتبكي :: بفمي هنا يغر تغريدا :: وأعزّ ربي الناس كلهم :: بيضاً فلا فرقت أو سودا».

الحق أن أصواتاً قليلة، لا بل نادرة، أبدت يومذاك شيئاً من التحفظ على القصيدة، أو بالأحرى على بعض المفردات فيها، انطلاقاً من أن بعضها يحمل معجمياً أكثر من معنى، وهي مسألة ردّ عليها الناقد السعودي المعروف عبدالله الغذامي بقوله:

«المفردات تفهم من سياقها في النص وليس من مخزون المعاجم، وهذه مسألة من أصول الفهم المنهجي»، موضحاً أن القصيدة هي «على نمط شعريات سعيد عقل وطرقه في التعبير، وسياقه الشعري، في مسعاه لتفتيق المعاني».

لفيروز أغانٍ أخرى خاصة بالعيد، بينها أغنية مشهورة أيضاً، نستعيدها في كل عيد، وتقول كلماتها:

«بها لعيد بدّي قدّم هديّة :: لا دهب لا ورود جورية :: طالع ع بالي ضمّ زهرة وقلب :: وقدّمُهن للعيد عيدية :: ياعيد يا طالل مع الألحان :: بالخير بزهور الهنا حليان :: عالناس كلّ الناس وين ما كان :: تشرق سعادة وشمس وضويّة :: وبيوتنا اللي مشرّعة للعيد :: فيها الألفة كلّ يوم تزيد :: تنعاد ومواسم الخير تعيد :: عَ بلادنا بألف غنّية».

يمكن أن نقف أيضاً أمام أغنية ثالثة، أقل شهرة من السابقتين، جاء في كلماتها:

«يارب تزيد خيرك وتعيد ع الدنيي كِلّها إيام العيد :: هلت بشاير ماجت حراير والطير الطاير غنى للعيد :: وضوية وزينة بسحرا تغويني بدو يلاقيني بيوم العيد».

ونختم بإشارة إلى أغنية رابعة ذات صلة بالعيد، ولكنها مكّرسة لأعياد الميلاد ورأس السنة، تحتفي بالجو البهيج الذي يشيع وقتها:

«ليلة عيد، ليلة عيد، الليلة ليلة عيد :: زينة وناس صوت جراس عم بترن بعيد :: صوت ولاد تياب جداد و بكرا الحب جديد».

  • د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر: «الخليج» – الشارقة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة