فكر اليمين الصهيونى العنصرى (2)

أحمد عزت سليم18 أبريل 2019آخر تحديث :
فكر اليمين الصهيونى العنصرى

فكر اليمين الصهيونى العنصرى (2)

 يدفع غير اليهود ثمن خطيئة الرب

  • المقال الثاني من سلسلة فكر اليمين الصهيوني العنصري للكاتب والمفكر أحمد عزت سليم مستشار التحرير، ولمطالعة المقال الأول من هنا.

لكن الأمر لا يتوقف عند هذه المزاعم فاليهودى فوق المقدس ذاته والإله يندم من أجله بل لم يعد الإله جلد على اللعب والرقص بعد هدم الهيكل واعترف بخطيئته وندمه على ما فعله، واعتبر أنه ارتكب خطيئة ثقيلة وهذه الخطيئة أنهكت ضميره الحى حتى أنه قد خصص ثلاثة أرباع الليل للبكاء والندم، وكان إذا بكى سقطت من عينيه دمعتان فى البحر تسبب اضطراب الحياة وارتجاف الأرض وتنجم عن سقوطها الزلازل، هكذا يدفع غير اليهود ثمن خطيئة الرب، فترجف الأرض وتتوالى الزلازل التى تهلكهم ثم أن الرب يصرخ على خطيئته فى حق اليهود قائلاً: الويل لى … الويل لى .. والويل للذى يمجد أبناءه .. الذى قضى عليهم بالتشريد .. لأنه يصبح غير أهل لذلك ” كما أن قرارات الحاخامات فوق قرارات الإله إذا تعارضت معه ، فالإله لا يساوى اليهودى ولكن اليهودى يفوقه ويسأله ويلومه ولا يثق فيه ولا يصدقه، حتى أن الإله المستمر فى الخضوع لهم يتساءل “حتى متى لا يصدقوننى”.

ولأنهم اختياره ـ وللاختيار عبء ـ فقد جعلهم ” مملكة كهنة، وأمة مقدسة “وأصبحت الدولة الصهيونية هى سند العرش الإلهي على الأرض، ويقول الحاخام جيتسبرج فى مقال نشره عام 1996 بجريدة الأسبوع اليهودى بنيويورك: إذا شاهدت شخصين يشرفان على الغرق أحدهما يهودى والآخر غير يهودى، فإن التوراة تقول يجب عليك أن تنقذ اليهودى أولاً، وأضاف قائلا: إذا كانت كل خلية بسيطة فى جسد اليهودى تحتوى على ألوهيته فهى جزء من الرب وبذلك فإن كل ضرب من ضروب الحمض النووى الأميني DNA هو جزء من الرب ، ولهذا فإن هناك شيئا ما مميزاً فى الأحماض النووية الأمينية اليهودية.

وتساءل قائلا: “إذا كان هناك يهودى يحتاج إلى كبد فهل يمكنك أن تأخذ كبد شخص غير يهودى برئ يمر بالصدفة من أجل إنقاذه؟ إن التوراة تجيز لك ذلك فالحياة اليهودية لا تقدر بثمن .. إن هناك شيئاً ما أكثر قداسة وتفردا بشأن الحياة اليهودية أكثر من الحياة غير اليهودية” وجاء فى تلمود أورشليم (ص94) أن النطفة المخلوق منها باقى الشعوب الخارجين عن الديانة اليهودية “نطفة حصان”.

وهذا التعارض المزعوم بين الآخر الملوث الملعون المدنس وبين هذا اليهودى المقدس هو تعارض بين عالمين غير متجانسين وغير متقابلين وبشكل جذرى فالآخر المدنس لا يأكل الكوشير ولذا فالتعامل معهم “يخرب الأرواح اليهودية ويحرمها من دخول الجنة “فهو ليس إنساناً”، فهو يقتل مع خرافه وأبقاره حتى لو كان من الأخيار، وأطفاله الرضع مع رضع الحمير والبهائم، ولا نصيب لهم سوى البكاء لما فيه من الظلام والعفونة والطين “ومن هنا لابد من الامتناع عن أية علاقة مع الأشياء النجسة قد تنشأ مع الأطهار البررة المقدسين الذى حل فيهم الإله والذين يمتلكون الشريعة ويستحقون أن ينخضع العالم لهم فسلطتهم هى سلطة من حل فيهم، وهم مع امتلاكهم الشريعة الحقة قد أصبحت سلطتهم أبدية سرمدية، هى ذاتها أبدية الإله والشريعة، وهذه الأزلية والأبدية جعلت” أنوف اليهود لا يمكن إصلاحها وشعر اليهود الأسود، المتموج، لا يمكن أن يصبح أشقراً ولا يمكن فرد تجاعيده بالتمشيط المستمر، والجنس اليهودى من الأجناس الأولى للبشرية التى حافظت على سلامتها، برغم التغير المستمر فى مناخ بيئتها، واحتفظ النوع بنقائه عبر القرون” كما يرى موسى هس.

موضوعات تهمك:

عرب فلسطين يصرون على عدم الاعتراف بشرعية الكيان الصهيونى

التطبيع الخليجي وتغيير الوعي العربي

الغائب فى تصريحات بومبيو: ترامب هدية من الرب

نتنياهو مرة أخرى

إسرائيل أكبر مصدر للمرتزقة على المستوى العالمى

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة