سفر يونان في القرءان والإنجيل

محمد خالد11 فبراير 2020آخر تحديث :
سفر يونان

تعد سفر يونان أحد القصص التي تعبر عن واحد الأنبياء الذين أرسلهم الله للناس بالنسبة للمسلمين، أما بالنسبة للمسيحيين فهو لأحد الأسفار لنبي من الإثني عشر الصغار في العهد القديم من الكتاب المقدس المسيحي والتناخ.

وبحسب السفر فهو رواية أو قصة لنبي عبري يسمى يونان بن أميتاي أرسله الله ليتنبأ بتدمير نينوي وفق لما ذكر في السفر، لكنه سيحاول الهرب من التكليف الإلهية الموكل إليه، حيث يقع في عهد بيروبام الثاني بين 786 – 746 قبل الميلاد، وهو ما كتب بعد فترة من المنفى بحسب الرواية المسيحية وذلك فيما بين القرن الخامس في آخره وإلى القرن الرابع في أوائله من قبل الميلاد.

بينما في اليهودية فإن القصة عرفت من خلال قصص الأطفال الشعبية الدارجة، حيث يقرأ جزء في فرة ما بعد الظهر في يوم الغفران بالنسبة لليهود والذي يمنحهم التأمل في رغبة الله في مسامحة الذين يتوبون إليه، بينما في المسيحية هي قصة تعتبر شائعة ومنشرة.

وفي الإسلام يونان يعد نبيا بينما هناك تقارب في السرد للرواية في الأديان الثلاث وخاصة فيما يتعلق بالقرءان والسرد التوراتي عن يونان إلا أن السرد القرءاني يعد مفصلا أكثر لكن على ما يظهر جليا هناك اختلافات ملحوظة.

نقد سفر يونان

وبحسب علماء النقد الكتابي فإن مجتوى السفر تعد غير تاريخية على الإطلاق، وذلك على الرغم من كون يونان نبي عاش في القرن الثامن قبل الميلاد، إلا أنه لم يتم التدوين عن يونان سوى في وقت لاحق خلال فترة الإمبراطورية الإخمينية، ووفقا للغة العبرية المستخدمة في السفر فإنها تظهر مدى تأثرها بالآرامية وتتشابه معها، كما أن هناك تشابها كبيرا بين اللغة الثقافية للسفر إلا أن البعض قد قال أن سفر يونان ما هي إلا محاكاة ساخرة مقصود منها السخرية والهجاء وليس التكريم.

وبحسب العلماء الكتابيين فإنه تم إدخال تلك السفر بعدم فهم لطبيعة الكتاب الساخرة، حيث أدخل الحكماء الكتاب بلا فهم إلى الكتاب المقدس العبري وهو ما أكد أنه يعبر عن خطأ، واعتبروه أمرا نبويا حقيقيا، بينما ذكر أن محتويات الكتاب تعد خيالا بالنسبة لما ذكر في السفر التي لم تروي رواية دقيقة، إلا أنهم أكدوا أنه نبي حقيقي مشككين فقط في الرواية، أما علماء آخرون فيقولون أن سفر يونان قد تم تأليفه من قبل شخص مجهول ليستغل غموض ما يعرف عن النبي يونان وألف قصته على أساسها في السفر، إلا أن قصته قد ذكرت في الكتب المقدسة لدى المسيحيين ولدى المسلمين.

وإليكم الفقرات المذكورة عن يونان في أحد الاناجيل المعتمدة من الكنائس المسيحية الحالية:

حِينَئِذٍ قَالَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ: «يَا مُعَلِّمُ نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً».

فَقَالَ لَهُمْ: «جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ.

لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ، هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ.

رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا! (متى 12: 39 – 41)

النبي يونان في القرءان

أما النبي يونان في القرءان وهو المعروف بالعربية بيونس نبي الله فهو مثال على التوبة الصادقة ويروي القرءان قصته التفصيلية، حيث بعثه الله لقومه ليهديهم سبيل الرشاد بينما لم يصبر على صدهم له وتكذيبهم وأخذ سفينة وغادر قريته، ليغرق فيما بعد ويدخل بطن حوت، بينما يتوسل النبي يونس إلى الله لينجيه فينجيه إلى قومه الذين آمنوا به بعد مغادرته.

ووفقا لرواية إسلامية تفسيرية فقد اقترع أهل السفينة هل تخفيف الحمل حتى لا تغرق السفينة، ليختاروا واحدا يلقى بالبحر وينجو الجميع فوقعت القرعة على نبي الله يونس.

وإليكم الآيات التي ذكر فيها نبي الله يونس:

(وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الأنبياء: 87، 88).

(وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ *وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ *وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ. فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ*) (الصافات: 139، 140، 141، 142، 143، 144، 145، 146، 147).

(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ * فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ *)
(فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ *) (القلم: 48، 49، 50).

موضوعات تهمك:

مفتي مصر: النبي وضع أول دستور للأمن والتعايش

دعاء للشفاء من كل داء

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة