زيباري: في سوريا حرب استنزاف.. والاشتباك لم يقع بعد

الساعة 257 سبتمبر 2012آخر تحديث :
yeihwojfdh tweihfhjis 6520

وصف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ما يحدث في سوريا حاليا بأنه حرب استنزاف ورمي عن بعد، مؤكدا أن الاشتباك الحقيقي لم يحدث بعد. وانتقد زيباري المعالجة الدبلوماسية للأزمة السورية التي تتحدث عن إسقاط نظام وتطالب بالتنحي، مشيرا إلى أن هذا الأمر له طرق أخرى وليس من خلال المبادرات السياسية، واعتبر ما يجري من مساعٍ وجهود مجرد فشل يراكم فشلا سابقا. وقال زيباري في حوار خاص مع صحيفة «الشرق الأوسط» أجرته معه بالقاهرة إن مهمة كوفي أنان كانت لها أنياب ومدعومة بقرار من مجلس الأمن، وعلى الرغم من ذلك لم توفق، واعتبر أن فرصة الإبراهيمي تكمن في تحرك جريء لجمع الأطراف والاتفاق على الانتقال السياسي ونفى انحياز بلاده للنظام في سوريا.

وأكد زيباري أن موقف بلاده من الأزمة السورية عبر عنه إعلان بغداد الذي صدر في القمة العربية، وهو الانحياز لمطالب الشعب السوري وحقه في الحرية والتداول السلمي للسلطة، مشددا على أن هذا الموقف غير مرتبط بموقف إيران لأنه يختلف، وكذلك عن موقف لبنان.

وفيما يلي نص الحوار الخاص بالشأن السوري مقتطع من حوار طويل أجرته معه صحيفة “الشرق الأوسط”:

* البعض يقول إن الوضع الأمني غير المستقر في العراق قد يعطل زيارة الرئيس مرسي لبغداد؟

– الوضع الأمني مستقر، وبالنسبة لزيارة الرئيس فستحظى بترتيبات أمنية على أعلى مستوى، ونحن عقدنا قمة عربية في بغداد واستطعنا تأمين القمة ويوميا لدينا زيارات لكبار المسؤولين من كل دول العالم ولذلك فالناحية الأمنية مؤمنة.

* اقترح الرئيس مرسي مبادرة في مؤتمر عدم الانحياز، كما طرح العراق مبادرة أيضا بشأن سوريا.. هل ترى أن هناك توافقا بين المبادرتين أم أن كل دولة منحازة إلى وجهتها بمعنى انحياز مصر للشعب وانحيازكم للنظام؟

– هذا تبسيط للأمور ومن المفروض أن لا تكون المبادرة منحازة لطرف وإنما مستقلة وموضوعية ومحايدة، والمبادرة المصرية لم تطرح فقط في طهران وإنما في مكة أيضا خلال القمة الإسلامية. وقد طرح الرئيس المصري عددا من الدول المهمة والمؤثرة مثل السعودية وإيران وتركيا ومصر، وأن هذه الدول ممكن أن تتشاور فيما بينها لتشكيل مجموعة الاتصال في هذا الاتجاه، وفي قمة طهران حقيقة لم يطرح المبادرة ولكنه عبر عن موقف مصر وإدانته للنظام السوري وللانتهاكات، وكلمته كانت قوية في مؤتمر عدم الانحياز وكان لها أصداء. أما المبادرة العراقية فقد طرحت أيضا ليست بشكل منحاز، وترى أن دول قمة عدم الانحياز مفترض أن تبادر وأن تشكل لجنة اتصال من بعض دولها للبحث عن حل مثل كل المنظمات وهناك مواقف سابقة في هذا الشأن خلال الحرب العراقية الإيرانية التي طالت لثماني سنوات كان لمنظمة عدم الانحياز مبادرات قوية في هذا الاتجاه وإرسال وفود إلى بغداد وطهران وكان لها دور، وبالتالي طرح العراق مبادرته مستندا إلى ما أقرته قمة بغداد ومبادرات أخرى مثل وقف إطلاق النار، وعدم تسليح أي طرف من أطراف النزاع، ودعم مهمة الأخضر الإبراهيمي الجديدة وإطلاق الحوار السياسي، وتشكيل حكومة وطنية تؤدي إلى مرحلة انتقالية وتعد للدستور وللانتخابات.

* لكن ما وصل إلى الإعلام من هذه المبادرة هو أن تشكل حكومة بها الرئيس السوري بشار الأسد؟

– عند طرح أي مبادرة يجب أن لا نضع أحكاما مسبقة، وأن نترك الهدف لنتائج الحوار وليس لبدايته وأقصد إذا قلنا في المبادرة يجب أن يتنحى الرئيس أو إننا لن نتعامل معه، لا تكون هناك مبادرة.

* تقصد أن كلمة تنحي الرئيس تنسف المبادرة؟

– بالتأكيد وحتى عندما نبحث في مهمة الأخضر الإبراهيمي نجد هناك أحكاما مسبقة تؤدي إلى فشلها قبل بدايتها، وهذه هي المشكلة التي وقعنا بها في مبادرات وقرارات الجامعة العربية. وأقصد إذا كانت هناك مبادرة فيجب أن تعطيها المجال حتى تثبت فشلها. أما إذا كانت المسألة تغيير النظام وإسقاطه فهناك طرق أخرى غير المبادرة، وهذا الجدل الذي حصل في اجتماعات الجامعة سواء التي انعقدت في مقر الجامعة أو في الدوحة أو في أي مكان، وكذلك المبادرة العراقية – هي انعكاس أو استمرار لإعلان بغداد، كل هذا يؤكد أن كل الدول العربية مع الحقوق المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية والإصلاح وفي التداول السلمي للسلطة وإجراء انتخابات واحترام إرادة الشعوب في اختيار حكامها.

* إذن نستطيع القول إن الموقف العراقي لا يشبه الإيراني في انحيازه للنظام السوري؟

– لا، أبدا.. موقفنا متميز عن إيران وعن لبنان وعن دول الخليج، وأيضا عن كل من تركيا وأميركا. العراق ساهم وشارك في كل الفعاليات التي تبحث الوضع السوري وتوقعاتنا ثبت صحتها حيث كنا نذكر وننبه بأنه لن يكون في سوريا تدخل دولي، لأن الوضع الدولي تغير وأنه مهما حصل على شرعية عربية بالتدخل لن يحسم أمره، وهذا ما حدث في الموقفين الروسي والصيني، كما نذكر أيضا أن النظام السوري ليست أمامه أيام أو أسابيع، لأن هذا النظام مستند إلى قوة عسكرية أمنية متمكنة منذ عقود وبإمكانها المواصلة والمحافظة على هذا النظام لأن المعركة بالنسبة له مسألة وجود. هذا ما توقعناه منذ بداية العام والجميع كان يعطي لسقوط النظام أياما وقلنا وقتها إنه لن يسقط بسهولة.

* البعض يقول إن الأزمة السورية ستحل نفسها بنفسها دون حل سياسي أو تدخل عسكري؟

– لقد طرحت كل الحلول وما يحدث حاليا في سوريا هو نوع من حرب الاستنزاف مع الأسف الشديد ويمكن تسميته أيضا نوعا من الرمي عن بعد. وحتى الآن الاشتباك الحقيقي لم يحصل بعد لأن مستويات القتل والعنف سوف تشتعل وتشتد على الرغم من ارتفاعها في الآونة الأخيرة، وإذا لم تتوقف حدة القتل بمبادرة وتهدئة حقيقية فالشعب السوري سوف يتضرر بشكل غير مسبوق.

* هل تتمكن الجامعة مع المجتمع الدولي من خلال المبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي من التوصل لاتفاق بوقف إطلاق النار أو إعلان هدنة وفق الرؤية الروسية؟

– إذا دعمت المبادرة دوليا وتجاوبت الأطراف مع الإبراهيمي للتهدئة يمكن التوصل لحل، أما إذا استمر التسليح والتحريض والتمويل فسوف يشتعل الوضع بشكل خطير، وأرى أن مهمة الإبراهيمي أصعب من مهمة أنان.

* لماذا؟

– أنان بدأ مهمته بتفويض من مجلس الأمن، بمعنى تفويض دولي ومراقبين على الأرض وقرارات دولية وسار في هذا الاتجاه، ومع ذلك أخفق في مهمته، أما خلفه الإبراهيمي فيبدأ مهمته بصيغة أخرى وهي أنه ممثل مشترك للأمين العام للجامعة والأمم المتحدة، لكن من دون الأنياب التي كانت متوافرة لسلفه أنان.

* لكن مهمة الإبراهيمي بنفس أدوات أنان تعد استمرارا للدور نفسه؟

– لا تختلف، وقد أوضح الإبراهيمي هذه النقطة أثناء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبالتأكيد سوف يستند إلى النقاط الست التي انطلق منها أنان في مهمته، لكن ليس لديه الفرصة أو الوقت للبداية من الصفر.

* تقصد أن الإبراهيمي يبني مهمته على فشل مهمة كوفي أنان، يعني هو يبني فشلا على فشل؟

– هو يتمنى أن يفعل شيئا في طريق نجاح مهمته، لكن الواقع يتسق مع ما ورد في السؤال.

* بماذا تنصح الإبراهيمي؟

– أن يبدأ بتحرك جريء جدا وهو أن يجمع الأطراف لحوار من أجل الاتفاق على العملية السياسية والانتقال السياسي مع وضع ضوابط ورقابة دولية على العملية السياسية وإجراء الانتخابات ومسائل أخرى، أما إذا تركت المسألة للمطلق، فآنذاك المعركة تتقرر على الأرض.

* يبدو أن هذا هو الذي سيحدث وأن تبدأ مهمة الإبراهيمي بعد انتهاء المعارك العسكرية على أرض الواقع كما يتصور البعض؟

– ننتظر لنرى.

* ما مدى تأثير ما يحدث على الحدود العراقية – السورية بالنسبة للعراق؟

– الحدود المشتركة يمكن أن يطلق عليها أنها ملتهبة، ففي السابق كان يمر عبر هذه الحدود مئات من المقاتلين والانتحاريين آنذاك بتواطؤ مع النظام السابق، واليوم ربما تحدث هجرة عكسية مع الأسف الشديد، بعد هذه المجاميع والشبكات الموجودة، ربما تستفيد من الفراغ الأمني وتقوم بعمليات ضد البلدين خاصة أنها مجموعات متطرفة أيدلوجيا ولها علاقات مع شبكات «القاعدة».

—————————–
* حوار أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة