دعوات فرنسية متطرفة لحذف آيات قرآنية تثير جدلًا

الساعة 256 مايو 2018آخر تحديث :
دعوات فرنسية متطرفة لحذف آيات قرآنية

هاجمت تركيا مطالبات فرنسية لحذف أيات من القرءان الكريم بدعوى معاداتها للسامية، القصة بدأت عندما نُشرت عريضة وقع عليها أكثر من 300 شخصية فرنسية عامة من بينهم الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي، تطالب بحذف أيات من القرءان الكريم، وقال الموقعون على العريضة أن آيات قرءانية تستغل في معاداة السامية، حيث اتهمت النصوص بدعمها قيام متطرفين بـ”عمليات تطهير عرقي” ضد يهود في فرنسا، مطالبين بحماية اليهود من هذه الآيات. الدعوى آثارت جدلات واسعة بين الفرنسيين من المسلمين وعلى جهة آخرى من اليمينيين المتطرفين في أوروبا الذين طالبوا سلطات الدول الإسلامية بتعطيل العمل بآيات قرءانية معينة.

أسوأ من داعش

وقال وزير شؤون الإتحاد الأوروبي التركي عمر جليك معلقًا على الجدل الذي أثاره المقال الذي نشرته صحيفة “لوباريزيان”، أن الداعين لتعطيل العمل بتلك الآيات لا يختلفون كثيًا عن تنظيم داعش الإرهابي، والذي تقوم أساس فكرته على عدم قبول الآخر وشيطنته، وقال في تغريدة على موقع التدوينات القصيرة، تويتر أن المطالبين بإلغاء آيات قرءانية، “تجسّد المثال الأبرز عن العنف الفكري والبربرية”. وأشار جليك بحسب وكالة الأناضول التركية، إلى أن طلب الشخصيات الفرنسية “الهمجي وغير الأخلاقي” يظهر القرابة الإيديولوجية بينهم وبين تنظيم “داعش” الإرهابي، ويظهر النهج الهمجي المتصاعد في أوروبا. وهاجم جليك النزعة القومي المتطرفة الصاعدة قائلًا “لم يعد من الصعب تحديد الأقارب العلنيين لداعش. إن هذه الذهنية غاية في الخطورة. فهي تظهر نبذ العنف في الوقت الذي تحض عليه من خلال أفعالها” بحسب المصدر نفسه.

جهالة

من جهته هاجم الأزهر في وقت سابق الدعوات الفرنسية، واصفًا إياها بالمعبرة عن جهل كبير، وقال عباس شومان وكيل الأزهر الشريف في القاهرة أنه لا يمكن تجميد حرف واحد من القرءان، مؤكدًا على أنه على أصحاب الدعوات أن يفهموا أيات القرءان فهمًا صحيحًا، وأن يتركوا الفهم المغلوط للأيات وإلا فليصمتوا، وقال شومان أن الدعوات لا تعبر سوى عن جهل مطبق حيث لا يدعو القرءان لقتل أحد، مشيرًا إلى أن المسلمين غير مسؤولين عن فهم أحد للقرءان الكريم. وأشار شومان في تصريحات صحفية إلى أن فهمهم سطحي للأيات حيث تعبر الأيات عن دعوى سلام، مؤكدًا على أنها أتت لرد العدوان فقط.

وفي بيان لهيئة رصد الإسلاموفوبيا التابعة لدار الإفتاء المصرية جاء فيه تحذيرات من إستغلال هذه الدعوات من أجل ممارسة أعمال عنف بحق المسلمين، محذرًا من صراع إجتماعي بسبب هذه الأفكار، وقال البيان أنه على المسؤولين مراجعة مثل تلك الدعوات التحريضية وحماية المواطنين المسلمين من دعوات قد تتسبب في عمليات عنف ضدهم، مشيرًا إلى أن هناك متطرفين إسلاميين بالإضافة لمتطرفين ضد الإسلام.

فهم صحيح

ومع تصاعد العمليات الإرهابية في كافة أنحاء العالم، انتشرت دعوات لمراجعات بشأن الفهم الصحيح للنصوص الإسلامية، لكن دعوات متطرفة من بين الأوروبيين وبعض العرب حملت النصوص الإسلامية مسؤولية تلك الأفكار، كما تصاعدات لهجات متطرفة تنتمي لجماعات إسلامية قالت أن الآيات تطالب بذلك ولم يتفهمواغير الفهم المتطرف للدين الإسلامي، لكن دعوات آخرى معتدلة طالبت بمراجعات فكرية وفهم عميق للنصوص الإسلامية، مطالبين بالنظر لأبعاد الآيات وسياقتها السياسية والإجتمعية آن ذلك وأشارت إلى أن تطبيق الأيات بشكل سطحي وفهم ضيق في العصر الحديث سيعد تطرفًا كما أن مطالبات حذفها تعد دعوات أكثر تطرفًا وعنصرية ضد دين بعينه.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة