خطوة (إسرائيل) التالية ضم الضفة الغربية

محرر الرأي24 مارس 2019آخر تحديث :
إدانة عربية لتصريحات نتنياهو

خطوة (إسرائيل) التالية ضم الضفة الغربية

  • بقرارات الاعتراف بالسيادة (إسرائيل) على القدس والجولان، زرع ترامب وإدارته بذور جولات جديدة من العنف والصراع في المنطقة.
  • خطة ترامب للسلام في المنطقة، لا تلحظ قيام دولة فلسطينية، بل حكم ذاتي يتطور لخدمة احتياجات الفلسطينيين ورفاههم؟!
  • اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على «الجولان» «توطئة» و«خطوة أولى وحاسمة» نحو الاعتراف بضم الضفة الغربية!

بقلم: عريب الرنتاوي

أدرك اليمين الإسرائيلي قبل غيره، وأكثر من غيره، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على «الجولان»، ليس في واقع الحال، سوى «توطئة» و«خطوة أولى وحاسمة» على طريق الاعتراف بضم الضفة الغربية … هذا ما باح به رئيس الكنسيت اليميني يولي أدلشتاين تعقيباً على «تغريدة» ترامب المتعلقة بالهضبة السورية المحتلة.

اقرأ/ي أيضا: انتبهوا ياعرب .. جوجل بيد الكيان الصهيونى

أدلشتاين، تلميذ نجيب في مدرسة مهيمنة على المشهد الإسرائيلي، لا تؤمن بحل الدولتين، وتعتبر قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة، تهديداً «وجودياً» لدولة الاحتلال والاستيطان.

مدرسة تؤمن بإسرائيل الكبرى، ولا ترى بين نهر الأردن وشرقي المتوسط سوى «دولة جميع أبنائها اليهود»! أدلشتاين، ليس سوى واحد من «رهط» الزعماء اليمينيين الإسرائيليين، الذين لا يرون حقاً لغير اليهود في تقرير المصير فوق فلسطين الانتدابية.

خطاب هؤلاء، لم يكن يجد رواجاً في واشنطن، إلى أن جاءت إدارة ترامب محمولة على أكتاف «اللوبي إياه»، ومدعمة بأصوات «انجيلية» متطرفة، حيث صار بالإمكان إتمام «عقد القران» بين اليمين الصهيوني المتطرف واليمين الشعبوي الأمريكي الأكثر تطرفاً.

اقرأ/ي أيضا: الحلم الأمريكي بين الواقع و الخيال

أما «جوائز الترضية» التي جرى توزيعها في هذا المناسبة التاريخية النادرة، فكانت القدس والأونروا واللاجئين و«رأس منظمة التحرير» من قبل، واليوم الجولان، وغداً الضفة الغربية من بعد.

النبوءات السوداء لهذا المعسكر، لا تندرج في سياق «التمنيات» و»الأوهام»، لقد تتبعوا لحظة بلحظة خطابات كوشنر-غرينبلات- فريدمان، فلم يجدوا فيها ولو من باب زلة اللسان، عبارات من نوع: دولة فلسطينية أو «حق تقرير المصير» للفلسطينيين!

حتى أن السفير فريدمان، لم يتردد في التأكيد رسمياً، بأن خطة ترامب للسلام في المنطقة، لا تلحظ قيام دولة فلسطينية، بل حكم ذاتي يتطور لخدمة احتياجات الفلسطينيين ورفاههم؟!

اقرأ/ي أيضا: ترامب و«أم ناصر»

ليس مهماً، أن تنسجم قرارات ترامب مع مقررات الشرعية الدولية، فهو ضرب بها عرض الحائط في القدس والجولان، لم يأبه بالقرارين «المؤسسين» لعملية السلام: 242 و338، ولا بالقرار497 الخاص برفض ضم الجولان.

ولن تهمه السلة الطافحة بالقرارات الأممية حول مختلف أوجه القضية الفلسطينية وجوانب الحق الفلسطيني. الدولة الأعظم، تتصرف كدولة مارقة وخارجة على القانون الدولي.

لم يهتم ترامب بمواقف تسعة رؤساء أمريكيين سبقوه إلى البيت الأبيض منذ احتلال الجولان عام 1967، جونسون، نيكسون، فورد، كارتر، ريغان، بوش الأب، كلينتون، بوش الابن وأوباما.

اقرأ/ي أيضا: الممارسات الإجرامية الصهيونية الوحشية (4)

ولم يلتفت إلى حقيقة أن خمسة رؤساء حكومات إسرائيليين سبق وأن عرضوا إعادة الهضبة السورية المحتلة إلى سوريا نظير معاهدة للسلام وتطبيع للعلاقات (رابين، بيريز، باراك، أولمرت ونتنياهو نفسه).

لم يأبه الرجل لكل هذه المعطيات والحقائق التاريخية الصلبة، فهو معني فقط بالتجديد لنفسه لولاية ثانية، وبتمكين معسكر اليمين الإسرائيلي من الفوز في انتخابات الكنيست الحادي والعشرين في نيسان المقبل.

اقرأ/ي أيضا: تعريف الطائفية والزعماء الطائفيين

بقراراته الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على القدس والجولان، يكون ترامب وإدارته قد زرعا بذور جولات جديدة من العنف والصراع في المنطقة، لا سيما وأنها تأتي مترافقة مع سياسات أكثر فظاظة وعدوانية، تجاه سوريا ومن خلفها إيران، ومحاولات تفجير الساحة اللبنانية فوق رؤوس اللبنانيين جميعاً، وبذريعة محاصرة حزب الله، وعرقلة جهود الوسيط الأممي في اليمن، وتحميل الحوثيين وزر التأخير في ترجمة قرارات ستوكهولم، بخلاف ما يقوله الفريق الأممي ذاته.

واشنطن، عاصمة الدولة الأعظم، الدولة الراعية للأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، تصبح في ظل هذه الإدارة على وجه الخصوص، مصدراً لكل أشكال عدم الاستقرار والاضطراب في الإقليم برمته، وعامل تهديد لا يمس استقرار خصومها فحسب، بل ويطاول أصدقاءها وحلفاءها كذلك.

اقرأ/ي أيضا: خفايا الحملة الصليببية لترامب

وبمثل هذه السياسات والمواقف، تُدخل واشنطن المنطقة برمتها، في مرحلة جديدة، مريرة ومديدة، من النزعات والصراعات، مع أنها لا تتوقف عن الزعم، بأنها الداعم الأكبر للاستقرار والازدهار في منطقة لم تتعرف عليهما طوال أكثر من ستة عقود مضت.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني
المصدر: الدستور – الأردن

موضوعات تهمك:

أسباب وماهية استمرارية خوف الكيان الصهيونى

تحالف الجنرالات.. سفاحون في المشهد السياسي بإسرائيل

عداء اليهود وليس معاداة السامية

في وداع الردع.. لماذا يتجه العالم للحرب بدلا من تفاديها؟

ألف فضيحة جنسية .. الفاتيكان من الخصيان ل الشذوذ

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة