حافظ على أسرته وزوجته

أحمد عزت سليم4 مايو 2020آخر تحديث :
حافظ على أسرته وزوجته

حافظ على أسرته وزوجته

أحب المصرى ومنذ أن أوجده الله عز وجل على الأرض الترابط الأسرى، وأدرك المصرى وفى محتلف العهود أهمية الأسرة ولذا شجع الزواج المبكر بمجرد أن يبلغ كل من الفنى والفتاة العمر الذي يسمح لهما بالتزاوج وتحمل المسؤولية وذلك من أجل الإيمانات القوية والتى تحفاظ على ترابط نسيج المجتمع وتماسكه، وقد أطلق المصري قديما مفردات متعددة على علاقة الزواج منها “إر- حمت (إتخاذ زوجة)” وكما أطلق على الزوجة اسم “مريت ( الحبيبة)” و”بت- بر ( سيدة المنزل )”، ومن أشهر الكلمات أيضا “سنت ( أخت )”، و” حمت (زوجة)، وأكد الحكماء الفراعنة على أهمية الترابط والمحبة والرعاية الأسرية وكما قال حكيم فرعونى: “أحبب زوجتك كما يليق بها، قدم لها الطعام والملابس، وأسعد قلبها ما حييت”، وفى تعاليم الفرعونى “آني” لابنه “خنسوحتب” حيث يحثه على الزواج المبكر وكما وردت فى دراسة ” نصوص مقدسة ونصوص دنيوية ” للعالمة كلير لالويت ويقول الأب الفرعونى:  “يا بني، اتخذ لنفسك زوجة وأنت شاب كي تنجب لك طفلا ، فإن أنجبته لك في شبابك، أمكنك تربيته حتى يصير رجلا”.

ولأهمية الحياة الزوجية فى كينونة المجتمع المصرى وبكونها أساس بنائى لإستمرارية المجتمع  فقد حرص المصرى منذ القدم على توثيق هذا الزواج للحفاظ على إستمرارية الأسرة المصرية ويؤكد على ذلك عقد زواج مكتوب بالخط الهيراطيقي في جزيرة الفنتين جنوبي مصر، يعود إلى عهد الملك نختنبو الثاني (359 – 341 قبل الميلاد) ومحفوظ في المتحف المصري بالقاهرة، فضلا عن عقد زواج مصري آخر مكتوب باللغة اليونانية، يرجع إلى عام 311 قبل الميلاد ، ويشمل العقد 20 بندا تحدد شكل العلاقة بين الزوجين تفصيلا مثل: التاريخ والإشهار وطرفي عقد الزواج وهدية الزوج (المهر) والمعيشة والضمان والانفصال وحماية الأطفال والقسم بالتعهد والمتعلقات التى شاركت بها الزوجة في المنزل والمتعلقات المشتركة بين الزوجين وممتلكات الميراث من الوالدين والرهن والتعويض في حالة الانفصال والإقرار الختامي وكاتب العقد والشهود ، وفى عهود متأخرة شمل العقد حفاظا على الحياة الأسرية التعهد بأن يقدم الزوج لها مقدارا من القمح كل صباح ومقدارا من الزيت شهريا ومقرر مالى شهريا فضلا عن نفقات سنوية للعناية بزينتها وجمالها.

وركزت التعاليم عل أهمية الحب بين الزوجين والحفاظ على وجوده وكما شهدت بذلك تعاليم الوزير “بتاح حتب” من الأسرة الخامسة: “إذا أصبحت رجلا معروفا فتزوج وأحبب زوجتك كما يليق بها .. قدم لها الطعام والملابس .. فأفضل دواء لأعضائها هو العطر الطيب .. أسعد قلبها ما حييت .. إنها حقل خصب لولي أمرها .. لا تتهمها عن سوء ظن .. وامتدحها يقل شرها..”، و”لا تصدر أوامر كثيرة إلى زوجتك في منزلها ، إذا كنت تعلم أنها إمرأة ماهرة في عملها .. لا تسألها عن شيء أين موضعه ؟ ولا تقل أحضريه .. إذا كانت قد وضعته في مكانه المعتاد .. لاحظ بعينيك والزم الصمت حتى تدرك محاسنها .. يالها من سعادة عندما تضم يدك إلى يدها .. تعلم كيف تدرء أسباب الشقاق في بيتك .. ولا يوجد مبرر لخلق نزاعات في المنزل .. كل رجل قادر على أن يتجنب إثارة الشقاق في بيته .. إذا تحكم سريعا في نزعات نفسه”.

وحرص المصري القديم أيضا على تأكيد مكانة الزوجة الأم ، ولا يوجد أبلغ من هذا النص الوارد في تعاليم ” آني ” لترسيخ هذا المفهوم في ذاكرة إبنه لحسن معاملة أمه: “ولدتك بعد تسعة أشهر .. لكنها ظلت أسيرة بك وثديها في فمك طوال سنوات ثلاث كاملة ، وعلى الرغم من عدم نظافتك فلم يشمئز قلبها منك ولم تقل ماذا أفعل ؟ أدخلتك المدرسة عندما ذهبت تتعلم الكتابة ، ودأبت على الذهاب من أجلك كل يوم وتحمل لك الخبز والشراب من المنزل.

هكذا كانت المرأة المصرية مقاومة ورحمة واسعة وفضلا من عند الله للإستمرارية الأسرية المصرية وستظل كذلك ومهما كانت التغييرات التى يشهدها المجتمع المصرى الآن.

موضوعات تهمك:

المرأة المصرية ستظل مقاومة

“خليه يتجوز يا بهية”

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة