ثورة سوريا أعاقت اتفاقا مع إسرائيل

ثائر العبد الله12 أكتوبر 2012آخر تحديث :
jjrwkfmln tdwnkqcdn 2673

jjrwkfmln tdwnkqcdn 2673كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية اليوم الجمعة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق خلال مفاوضات غير مباشرة مع الرئيس السوري بشار الأسد على انسحاب إسرائيلي كامل من هضبة الجولان المحتلة مقابل سلام كامل، لكن هذه المفاوضات انتهت بسبب اندلاع الأزمة السورية بداية العام الماضي.

في المقابل اعتبر مكتب نتنياهو أن الحديث يدور عن مبادرة واحدة من بين مبادرات عديدة تم طرحها على إسرائيل السنوات الأخيرة ولم توافق تل أبيب على هذه المبادرة الأميركية في أي مرحلة، وأضاف أن هذه المبادرة قديمة وبعيدة عن الواقع، ونشرها الآن ينبع من “خلفيات سياسية”.

وذكرت الصحيفة أن نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك شرعا خريف العام 2010 في إجراء مفاوضات مع الأسد بوساطة الدبلوماسي الأميركي فريد هوف تحت “غطاء سري بالغ”.

واستندت يديعوت أحرونوت في تقريرها إلى وثائق حول الرسائل التي تبادلها الجانبان الإسرائيلي والسوري، وتفاصيل المفاوضات بينهما والتي كتبها هوف بعد أن أنهى عمله بالخارجية الأميركية قبل أيام عدة.

صدمة أميركية:
وأفادت الوثائق -التي كتبها هوف- أن المفاوضات بين الجانبين استندت إلى موافقة تل أبيب على انسحاب كامل من الجولان حتى خطوط الرابع من يونيو/ حزيران 1967، مقابل اتفاق سلام كامل بين الدولتين يشمل فتح سفارات في دمشق وتل أبيب، وقد فوجئ الأميركيون باستعداد نتنياهو للتوصل إلى اتفاق كهذا.

وكانت تقارير أكدت موافقة نتنياهو خلال ولايته الأولى كرئيس للحكومة بين الأعوام 1996-1999 على الانسحاب من الجولان من خلال محادثات مع الرئيس الراحل حافظ الأسد ومبعوث نتنياهو الخاص ورجل الأعمال الأميركي اليهودي رون لاودر، لكن نتنياهو نفى ذلك في حينه.

ونقلت يديعوت أحرونوت عن مصادر أميركية، قولها إن نتنياهو وباراك وافقا على الانسحاب من الجولان مقابل سلام يشمل توقع إسرائيل -من دون تعهد صريح من جانب الأسد- بأن تقطع سوريا علاقاتها بإيران.

ولم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن المدة الزمنية للانسحاب، لكن دمشق طالبت بأن يتم تطبيق الانسحاب خلال عام ونصف العام أو عامين، بينما طالبت إسرائيل بتطبيقه خلال فترة زمنية أطول.

من جانبه، قال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية للصحيفة إن المفاوضات كانت جدية وإنه لو لم تندلع الأزمة في سوريا لانتهت المفاوضات باتفاق.

وقدر المسؤول الأميركي أن نتنياهو وافق على إجراء الاتصالات مع الأسد من أجل تبرير الجمود الحاصل في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وانطلاقا من فكرته أن سوريا هي الحلقة الضعيفة في محور يضمها إلى جانب إيران وحزب الله.

سرية للغاية:
وأجرى المفاوضات عن الجانب السوري وزير الخارجية وليد المعلم لكن هوف التقى الأسد بشأنها.

وأكدت يديعوت أحرونوت أن نتنياهو وباراك لم يُطلعا الوزراء في إسرائيل على هذه المفاوضات السرية، وأنه كان يعلم بها فقط مستشار نتنياهو العسكري يوحنان لوكير، والسياسي رون دريمر، ورئيس مجلس الأمن القومي عوزي أراد، ومبعوث نتنياهو الخاص المحامي إسحق مولخو، وسكرتير باراك العسكري مايك هرتسوغ، وقد تم إلزام هؤلاء المستشارين بالتوقيع على وثيقة تلزمهم بالحفاظ على سرية المعلومات.

وأشارت إلى أن المحادثات المتعلقة بهذه المفاوضات مع سوريا جرت بمقر إقامة نتنياهو بالقدس ومنزله في بلدة قيساريا وبمكتب مولخو في تل أبيب، ولكنها لم تجر أبدا في مكتب رئيس الوزراء.

وأخفى نتنياهو وباراك هذه المفاوضات عن جميع الوزراء ولم يشركا كبار المسؤولين بأجهزة الاستخبارات وخاصة رئيسي الموساد وجهاز الأمن العام (شاباك).

وكان يعلم بهذه المفاوضات من الجانب الأميركي كل من الرئيس باراك أوباما، ونائبه جوزيف بايدن، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ومستشار الأمن القومي توم دونيلون، ودنيس روس مبعوث الرئيس الأميركي، والسفير في تل أبيب دان شابيرو.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة