الحقيقة الغائبة: مابين تناقضات التصريحات الإسرائيلية والحاخامات

أحمد عزت سليم8 يناير 2019آخر تحديث :
تناقضات التصريحات الإسرائيلية والحاخامات

الحقيقة الغائبة: مابين تناقضات التصريحات الإسرائيلية والحاخامات

ليس غريبا ولا جديدا على الكيان العنصرى الصهيونى تصرفاته الإجرامية التى يرتكبها فى حق الفلسطينيين، وليس هناك تباينا حقيقيا أو تضاربا فعليا بين تصريحات وتحقيقات جهاز المخابرات الصهيونىة “الشاباك” التى تتحدث عن “الإرهاب” ضد الفلسطينيين وتورط مستوطنين فى الجرائم العنصرية ضد الشباب الفلسطينى والتى وصفت مقتل عائشة رابى (47 عاما) بأنه نتيجة عملية إرهابية لشبان يهود وبين دفاعات الحاخامات عن هؤلاء القتلة و حيث حللوا انتهاك حرمة السبت كما سارع الحاخام الأكبر دووف ليؤور مع الكثير من الحاخامات وأفتى بإباحة انتهاك حرمة السبت من أجل أن يفلت قتلة المواطنة الفلسطينية وهى أم لتسعة أولاد وبرمي سيارة زوجها بالحجارة حتى تم قتلها بعد إصابتها المباشرة برأسها وهو ما أدى إلى استشهادها وإصابة زوجها بجروح، وبل دعا مدعما ومؤيدا خروج المستوطنين لدعم المتهمين بالقتل كعمل مشروع بل اعتبروه “إنقاذا” للنفس القاتلة بل وادعوا أن “الشباك” قام بتعذيب المعتقلين الشباب المتهمين بهذه الجريمة وطالبوا رئيس حكومة الاحتلال الصهيونية الإجرامية بالتدخل من أجل إطلاق المستوطنين لأنهم “يتعرضون للتنكيل” ولا يختلف عنهم تصريح دفير كاريف المسئول السابق فى الشاباك الذى برر فيه الجريمة قائلا وزاعما: أن إلقاء المستوطنين هذه الحجارة هى “عملية تدفيع ثمن وليس عملية إرهابية” ولا يختلف ذلك عن مسميات الشباك ذاته لوحداته الإجرامية ظاهريا كما يطلق اسم شعبة “إحباط الإرهاب اليهودى”، فالحقائق الإجرامية الصهيونية التى يرتكبها الكيان الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى من تمييز عنصرى ومذابح ومجازر وإبادة جماعية وتشريد وتهجير ومطاردات واعتقال وتعذيب وإقامة مستوطنات بالاستيلاء على الأراضى الفلسطينية، والتشكل التطبيقات العملية لخصيصة بنائية للكيان الصهيونى الإجرامى وهى خصيصة سفك الدماء بما تشمله من محو وإبادة وإفناء، جميعها لا تنطلق إلا من هذه المؤسسات الصهيونية الإجرامية المخابراتية والعسكرية والخاخامية وانطلاقا من الماهية الفكرية الصهيونية التى ترتكز على إيماناتهم العنصرية وكما يؤسس لها الحاخام كوك الأب الروحى للنزعة المسيانية فى الأصولية اليهودية قائلاً : “إن الفرق بين روح اليهود وأرواح غير اليهود أكبر وأعمق من الفرق بين روح الإنسان وروح البهائم”.

ويعبر الحاخام يهود أميتال عن هذه الخصيصة البنائية قائلاً: “إننا نعلم إذن أن هناك تفسيراً واحداً للحروب فهى تهذب وتنقى الروح . فعندما يتم التخلص من الدنس، تصبح روح إسرائيل وبفضل الحرب نقية ـ إننا قمنا بالفعل بغزو الأرض، وكل ما تبقى الآن هو أن نقوم بغزو الدنس”، وكما عبر الحاخام دريفوس فقد عبر عن هذه الخصيصة قائلاً: “إننا سوف نشعل حرباً لا تعرف الرحمة ضد الكيان الكنعانى الفلسطينى” وكما ذكر فى كتاب التلمود ( سنهدرين1 ،92) “غير جائز أن تشفقوا على ذى جنة” وقال الرابى جرسون ليس من الموافق أن الرجل الصالح “يقصد اليهودى” تأخذه الشفقة على الشرير غير اليهودى” وقال الحاخام أباربانيل: ليس من العدل أن يشفق الإنسان على أعدائه ويرحمهم”، وبعقيدة دموية أنه بدون هذه السلوكيات والتصرفات والأفعال الإجرامية الممنهجة والمخططة لا يكون الوجود الصهيونى فى فلسطين وعبر الصهيونى مناحم بيجن فى كتابه المعنون الثورة عن تلك العقيدة والاشتهاء الدموى والمعادة فيقول: “إن مذبحة دير ياسين أسهمت مع غيرها من المجازر الأخرى في تفريغ البلاد من 650 ألف عربي” وأضاف قائلا ً: “لولا دير ياسين لما قامت إسرائيل” وأرسل برقية تهنئة إلى رعنان قائد الإرجون المحلي قال فيها : ” تهنئتي لكم لهذا الانتصار العظيم، وقل لجنودك إنهم صنعوا التاريخ في إسرائيل”.

وقد عبَّرت الدولة الصهيونية عن فخرها بمذبحة دير ياسين، بعد 32 عاماً من وقوعها، حيث قررت إطلاق أسماء المنظمات الصهيونية: الإرجون، وإتسل، والبالماخ، والهاجاناه على شوارع المستوطنة التي أُقيمت على أطلال القرية الفلسطينية. ولا تمثل فاعليات مماراسات هذه المؤسسات الصهيونية بكل تنوعاتها ومهما إدعت من خلافات علنية إلا العداء الأزلى الذى يشكل ويكون الضرورة البنيوية لكل ما هو غير يهودى مع ضرورة الإبادة الجماعية وطرد الأشرار من الأرض المقدسة وهكذا يقول الرابى إلبو: ” سلط الله اليهود على أموال باقى الأمم ودمائهم ” فيتبلور العداء ويتبلور الهدف اللاهوتى العملى والمخطط التنفيذى من وراء التسلط فى اشتهاء تعذيب الأمم ونهب ثروات الشعوب والتسييد عليها، وقد نشر فى مجلة “كيفونيم” وهى إحدى المنشورات الرسمية للمنظمة الصهيونية العالمية فى عدد أغسطس 1984 (ص 151- 156) اعتماداً على قول ميمون: “أن غير اليهودى الذى سمح له بالإقامة فى أرض إسرائيل يجب أن يقبل دفع الجزية وأن يعانى ذل العبودية” ويؤسس التلمود بان أجساد غير اليهود طرف نقيض لأجساد اليهود.. و من ثم فإن “أجسادهم لا احترام لها” … ويؤسس للعنصرية الدموية الحاخام جينسبرج وهو أحد مؤلفى الكتاب الذى يمجد باروخ جولد شتاين مرتكب مذبحة الحرم الإبراهيمى بالخليل، فى فصل فى هذا الكتاب: إن قتل اليهود لغير اليهود لا يعتبر جريمة تبعاً للديانة اليهودية، وأن قتل العرب الأبرياء بغرض الانتقام يعتبر فضيلة يهودية.. ورأى أنه إذا كان هناك شخص يهودى بحاجة إلى كبد فهل يمكنه أن يأخذ كبد شخص غير يهودى برئ لإنقاذ حياته؟ إن التوراة تسمح بذلك على الأرجح ، فالحياة اليهودية لا تقدر بثمن فهناك شئ أكثر قداسة وتفرداً فى الحياة اليهودية عنه فى الحياة غير اليهودية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة