تركيا الأردوغانية بين إصلاحات مأمولة وقلق واسع

عبد الرحمن خالد25 يونيو 2018آخر تحديث :
تركيا الأردوغانية نحو إصلاحات مأمولة

فاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالإنتخابات الرئاسية بسيناريو هو الأفضل بالنسبة له، ممدا رئاسته في الوقت الذي حصد حزبه وحلفاؤه الأغلبية البرلمانية.

وحصل الرئيس على 52%من الأصوات، بينما حصل تحالف الشعب الداعم لأردوغان على نسبة وصلت 54% من نسبة أصوات الناخبين، بعد أيام من ترقب وقلق من جانب أنصاره بشأن النتيجة وهو القلق الذي بدا واضحا ووصل إلى الرئيس نفسه الذي حاول مرارا طمأنة أنصاره والتأكيد على ثقته في أنها ستكون لصالحه، ولكن هذه التأكيدات لم يفت أن يشوبها بعض الحذر الذي دفع بالرئيس للإشارة إلى إمكانية عقد إئتلافات داخل البرلمان في حال لم يحصل تحالف حزبه مع حزب الحركة القومية على الأغلبية، مع تأكيدات من محرم إنجه أقرب منافسين أردوغان الذي حصل على 30% من الأصوات ليحل ثانيًا، على إمكانية دخول جولة إعادة مع أردوغان وإمكانية المعارضة هزيمته، وهي اللحظة التي اعتقدت فيها المعارضة أنها أقرب من أي وقت مضى إلى الفوز بالسلطة.

محرم إنجه أقر النتيجة، وقبل بالهزيمة وأكد على إستحقاق أردوغان للفوز مشيرا إلى ان كل الظروف كانت لصالحه، وفي تهنئته لأردوغان بالفوز، انتقد انجة ما سماه “الإنتخابات غير العادلة” التي دعمت مناورات أردوغان السياسية ولم تتح فرصة للمعارضة للإصطفاف، حيث يرى أن سلطات أردوغان مكنته من توجيه ضربة للمعارضة بتقديم موعد الإنتخابات عن موعدها الأصلي مما أربك صفوف المعارضة التي لم تستطع المواجهة في وقت ضيق.

سلطات واسعة

وفي الفترة الرئاسية الجديدة لأردوغان فإنه من المنتظر أن تتوسع صلاحيات الرئيس بشكل موسع، حيث سيستحوز على صلاحيات موسعة، ليكون من حقه تعيين الوزراء وإقالة موظفين دون الرجوع للبرلمان كما سيتم تعطيل أغلب صلاحيات منصب رئيس الوزراء لتؤول أهم سلطاته للرئيس.

مما يعني فترة رئاسية جديدة أصعب من سابقتها التي يصفها المراقبون بالصعبة على المعارضة التركية وعلى البلاد.

واجه الرئيس التركي خلال السنتين الماضيتين، انتقادات من جانب منظمات حقوقية، بعد أن علن حالة الطوارئ اثر محاولة الانقلاب الفاشلة، كما نفذت السلطات التركية حملات أمنية واسعة في المؤسسات الحكومية وقامت بإعتقال المئات وفصل ألاف الموظفين في التعليم والجامعات وكذلك الجيش ومؤسسات حكومية أخرى.

وتقول السلطات أن الحملات الأمنية مهمة لـ”تطهير المؤسسات” من أنصار رجل الدين التركي المقيم في امريكا فتح الله كولن، المتهم من جانب أنقرة بتدبير المحاولة الإنقلابية، بينما تتهم المعارضة الرئيس بإتخاذه محاولة الإنقلاب الفاشلة كذريعة لتصفية الحسابات مع المعارضة.

ووجهت العديد من الدول العربية والغربية بالإضافة لروسيا وإيران تهنئتها للرئيس التركي على فوزه، لكن دولًا أخرى لم تلق بالا للنتيجة كما تجاهل إعلامها النتيجة.

إعلام دول أخرى لم يركز على شئ سوى إدعاءات تتهم الرئيس وحزبه الحاكم بخروقات في العملية الإنتخابية مع انتقادات عنيفة واسع على حزب العدالة والتنمية وأردوغان.

وعادة ما يتهم أردوغان قوى دولية وإقليمية – لا يسميها – بمحاولة زحزحة الإستقرار التركي والتأثير على السياسة التركية لإزاحة الحزب الحاكم والرئيس، لكن المعارضة تتهم الرئيس التركي بإستخدام تلك التصريحات كفزاعات للشعب التركي.

إصلاحات

الرئيس التركي أطلق عددا من الوعود الإنتخابية أهمها وقف حالة الطوارئ في البلاد، كما وعد أردوغان بالعمل على إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وأكد على استمرار عملياته العسكرية في الشمال السوري ضد المسلحين الأكراد الذي يقول أردوغان أن وجودهم بالقرب من الحدود التركية يضر بمصالح تركيا القومية.

إلا أن أهم وعود الرئيس التركي ركزت على الإقتصاد مصدر شعبية الرئيس التركي والذي كان نموه سببًا رئيسيا لتربعه على سلطة البلاد لـ15 عام.

وقدم أردوغان خلال حملته الإنتخابية وعودا لناخبيه، بأنه في حال انتخب مجددًا سيدعم استقرار الاقتصاد، الذي “زعزعت استقراره جهات خارجية”، تريد اسقاط حكومته خلال االأسابيع السابقة للانتخابات على حسب تعبيره.

وعلى الرغم من أن حلفاء أردوغان الغربيين هنأوه على النتيجة إلا أنها لم تخلوا من تلمحيات بشأن الممارسات التي تقوم بها السلطات التركية في الفترة الرئاسية السابقة.

ودعا رئيس حلف “الناتو”، أنقرة إلى إصلاحات سياسية، ووقف استهداف المعارضة، وهو ما تطالب به قوى غربية عادة.

وقد بدأ أردوغان الفترة الرئاسية الجديدة بجملة من الوعود أبرزها إلغاء حالة الطوارئ، وقال في كلمة لأنصاره عقب الفوز: “من المستحيل التراجع عم حققناه في مجالي الديموقراطية والإقتصاد”، لكن منافس أردوغان قد أعرب عن قلقه بعد الهزيمة من اتجاه تركيا نحو “حكم الفرد”، وسط قلق واسع من تحول تركيا إلى نسختها الأردوغانية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة