بن سلمان وثمن السكوت على جريمة القنصلية

الساعة 2512 نوفمبر 2018آخر تحديث :
ترامب عن السعودية
مقتل خاشقجي

بن سلمان وثمن السكوت على جريمة القنصلية

  • وليّ العهد السعودي يخوض معركة بقاء سياسي من الطراز الأول.
  • لأي مدى سيذهب في لعبة البقاء السياسي لكن ثمن السكوت على جريمة القنصلية سيكون باهظا.
  • تخشى الرياض أن الحبل بدأ يلتف حول رقبتها خاصة أن الجانب التركي لم يترك لها فرصة التقاط الأنفاس.

بقلم: حسن البراري

ما من شك أن وليّ العهد السعودي يخوض معركة بقاء سياسي من الطراز الأول. فبعد أن أجمع المجتمع الدولي على ضلوعه شخصيا في اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، بدأ الأمير بالبحث عن قارب نجاة حتى لا يتعرض لملاحقات مستقبلية .

ويبدو أنه على أتم الاستعداد لبذل الغالي والنفيس من أجل الإفلات من تهمة ستلاحقه كظله في قادم السنوات.

في السياق أن وفدا يضم عددا من قادة التيار المسيحي الإنجيلكاني زار ولي العهد السعودي، ودار بحث موسع عن مجمل القضايا وعلى رأسها قضية جمال خاشقجي.

منسق الزيارة جول روزنبرغ – وهو إسرائيلي – سرب تفاصيل اللقاء مع أن وليّ العهد كان قد طلب منهم السرية.

ويقول روزنبرغ إن الأمير محمد بن سلمان غاضب على الحملة الإعلامية الموجهة ضده شخصيا مع أنه يسعى دون كلل أو ملل لإعادة إنتاج المجتمع السعودي وتحديثه.

وتطرق ابن سلمان للمسألة الفلسطينية وقال إنه سيساعد الجانب الإسرائيلي والفلسطيني على تحقيق السلام، وفقا لصيغة صفقة القرن.

وهذا الموقف معروف للقاصي والداني، إذ سبق أن استدعى الرئيس الفلسطيني وخيره بين قبول صفقة القرن أو تقديم الاستقالة. وهذا الموقف لم يكن غريبا على ابن سلمان وبخاصة أنه كان قد تحدث مع وفد يهودي في نيويورك في العام الماضي، متوعدا الفلسطينيين في حال رفضوا المقترحات الأمريكية للحل.

وذكّر بن سلمان الوفد المسيحي الإيڤانجيلي بأن العدو رقم واحد للسعودية ولإسرائيل هو إيران، وعليه من غير المفهوم أن يتم استهداف محمد بن سلمان شخصيا في وقت يحاول فيه التقارب مع إسرائيل، للتصدي لملفين ثقيلين هما الإجهاز على القضية الفلسطينية والتصدي لاحتواء الخطر الإيراني.

والحق أن ابن سلمان يقدم بلاده تحت قيادته كصخرة ستتحطم عليها المحاولات الإيرانية في التوسع وزيادة النفوذ.

ومع أن سجل السعودية في المواجهات مع إيران ليس مشجعا، إلا أن ابن سلمان يطمح في ضم إسرائيل لجهوده حتى يتمكنا معا من القضاء على التهديدات الإيرانية.

التقديرات في غير عاصمة غربية تتحدث عن مخططات ابن سلمان في تولي الحكم في السعودية، فهو يبحث عن دور كبير يمكنه من قيادة المنطقة، وفي سبيل ذلك قدم كل الإغراءات والتنازلات للأمريكان، لعلهم يساعدوه في مساعيه في تولي الحكم وفي السياسات التي سيتبعها.

وهو يعرف مسبقا بأن دعمه غربيا يمر من خلال تل أبيب، وهكذا نفهم نداء الاستغاثة الذي وجهه ولي العهد عندما لعب على وتر الخوف على الغرب وإسرائيل وهو يصف خاشقجي بأنه «إسلامي خطير».

الإسرائيليون أوعزوا لبعض المقربين منهم في واشنطن للبدء بالكولسة لصالح ابن سلمان، ويأتي التذكير بأهمية الدور الإستراتيجي الذي تلعبه السعودية في سياق خلق رواية أخرى في الولايات المتحدة، تركز على الفوائد الجمة من التحالف مع محمد بن سلمان.

سوق هذا الوهم يغفل حقيقة أن الولايات المتحدة متحالفة مع السعودية منذ عام 1945 وهي الحامي الأول والأخير لها في كل هذه العقود.

لذلك هناك الكثير بين الأميركيين من يرفض شراء هذه البضاعة على اعتبار أن التحالف الإستراتيجي ليس بين واشنطن وابن سلمان وإنما بين واشنطن والرياض.

فبعد فشل كل مكاتب العلاقات العامة التي قامت بتجميل صورة ابن سلمان وتقديمه كإصلاحي، تخشى الرياض بأن الحبل بدأ بالفعل يلتف حول رقبتها وبخاصة وأن الجانب التركي لم يترك لهم فرصة التقاط الأنفاس.

لا نعرف بالضبط إلى أي مدى يمكن لمحمد بن سلمان أن يذهب في سياق لعبة البقاء السياسي لكن ثمن السكوت على جرمية القنصلية سيكون باهظا.

* د. حسن البراري أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأردنية

المصدر: الشرق القطرية

اقرأ ايضاً : هل السعودية آمنة في يدي محمد بن سلمان ؟

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة