بعد قمة الرياض.. أمريكا قد تستهدف “طريق الحرير الإيراني”

ثائر العبد الله23 مايو 2017آخر تحديث :
thumbs b c 533a3a0cd595974c7ad0c8ce811ef9b8
thumbs b c 533a3a0cd595974c7ad0c8ce811ef9b8رجح نائب لبناني سابق أن تقود القمة العربية الإسلامية الأمريكية، التي شهدتها الرياض أمس، الولايات المتحدة الأمريكية إلى التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة، عبر استهداف ما
يعرف بـ”طريق الحرير الإيراني”، وهو خط يوفر لحزب الله اللبناني الدعم البري الإيراني عبر العراق وصولا إلى سوريا ثم لبنان.
وقال عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” اللبناني، النائب السابق، مصطفى علوش، إن قمة الرياض، التي شارك فيها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، “كانت موجهة بشكل أساسي ضد إيران وتوسعها في المنطقة”.
ومضى قائلا إن “التوسع الإيراني يرتبط بالميليشات المرتبطة مذهبيا بطهران في المنطقة، وبينها حزب الله (اللبناني)، وبالتالي فإذا كان التوجه هو مواجهة التوسع الإيراني، فلبنان مستهدف، وللحلف الجديد، الذي اجتمع في المملكة العربية السعودية،
أن يحدد كيف، فقد يكون استهدافا ماديا عبر مزيد من العقوبات، أو استهدافا عسكريا، أو الاثنين معا”.
ورأى أن “بوادر العمل العسكري ظهرت قبل القمة، عبر الضربة العسكرية التي نفذتها أخيرا القوات الأمريكية على الحدود السورية العراقية، وهي نقطة استراتيجية بالنسبة لحزب الله (حليف إيران)”.
ووفق وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون)، فإن مقاتلات أمريكية قصفت “قافلة ميليشيات” داعمة لنظام بشار الأسد (المدعوم من إيران وحزب الله) على طريق دمشق– بغداد في منطقة الشحمة جنوبي سوريا.
وأوضح علوش أن “حزب الله، وبعد التدخل (العسكري) الروسي في سوريا (لصالح قوات النظام منذ 30 سبتمبر/ أيلول 2015)، انحصرت مهمته في الدفاع عما يعتبره طريق الحرير الإيراني، وهو الخط الذي يوفر للحزب الدعم البري الإيراني عبر العراق وصولا إلى سوريا فلبنان،
وأي ضربة لهذا الخط هي ضربة لحزب الله، وهذا ربما شكل من أشكال الاستهداف للحزب”.
 مسك العصا من النصف
وشارك لبنان في قمة الرياض، التي ضمت قادة ومسؤولين من أكثر من خمسين دولة، بوفد ترأسه رئيس الوزراء، سعد الحريري، وضم وزير الخارجية، جبران باسيل.
وبينما يتمسك لبنان بسياسة “النأي بالنفس” عن أزمات المنطقة، اتهم البيان الختامي لقمة الرياض النظام الإيراني بدعم الإرهاب والتطرف.
وقال وزير الخارجية اللبناني، في تغريدة على موقع “تويتر”: “كنا على علم أن لا بيان سيصدر بعد القمة، وقد تفاجأنا بصدوره وبمضمونه ونحن في طائرة العودة”.
وأضاف باسيل: “متمسكون بخطاب القسم والبيان الوزاري وبسياسة ابتعاد لبنان عن مشاكل الخارج وإبعادها عنه”.
وهو ما علق عليه علوش بقوله: “من المنطقي أن تنتهي القمم إلى بيان ختامي، وكلام وزير الخارجية محاولة لمسك العصا من النصف في زمن لا أحد يقبل فيه بمسك العصا من نصفها”.
مصلحة مشتركة
وزيارة ترامب للسعودية، السبت والأحد الماضيين، هي أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه، في 20 يناير/كانون ثان الماضي، ليصبح أول رئيس أمريكي يبدأ زياراته الخارجية بزيارة دولة عربية أو إسلامية.
وخلال هذه الزيارة وقع البلدان 34 اتفاقا، في مجالات بينها الدفاع والنفط والنقل الجوي، بقيمة 380 مليار دولار، وفق ما أعلنه وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير.
واعتبر وزير الخارجية اللبناني السابق، المبعوث السابق للأمم المتحدة، د. طارق متري، أن قمة الرياض “هي قمة المصلحة المشتركة، فالولايات المتحدة الأمريكية حصلت على عقود بمبالغ طائلة،
وهذا يعتبر أساسيا بالنسبة لترامب، إذ إنه يعزز النمو الاقتصادي ويخلق فرص عمل للأمريكيين”.
وشدد متري، في تصريحات صحفية، على أن القمة أكدت من جهة ثانية أن “واشنطن مازالت ملتزمة بأمن السعودية وبقية دول الخليج، وهو أمر جدد الرئيس ترامب تأكيده، فبلاده التزمت بحماية أمن الخليج منذ لقاء الملك السعودي المؤسس، عبد العزيز آل سعود،
والرئيس الأمريكي الأسبق، فرانكلن روزفت، عام 1945، وتأتي خطوة ترامب بعد انطباع ساد الخليج في عهد الرئيس (الأمريكي السابق) باراك أوباما (2009-2017) بأن واشنطن تخلت عن الالتزام الأمريكي”.
 موقف غامض
وبالنسبة للموقف من إيران، قال الوزير اللبناني السابق إن “موقف واشنطن غير واضح، فالإدارة الأمريكية في عهد ترامب تستخدم عبارات مختلفة (بشأن إيران)، فمرة تستعمل عبارة المواجهة، ومرة أخرى احتواء، أو دفع إلى الخلف”.
وتابع بقوله: “وبالتالي ليس واضحا إلى أي مدى سيكون موقفهم صارما من إيران، وبرأيي المحك في سوريا”.
ومقابل دعم روسيا وإيران وحزب الله لقوات النظام السوري، تدعم دول الخليج العربي، وفي مقدمتها السعودية، المعارضة السورية، وتدعو إلى رحيل الأسد.
واستدرك متري بقوله: “ولكن حتى الآن السياسة الأمريكية غير واضحة في سوريا، وبالنسبة للبنان، ارتفعت اللهجة تجاه حزب الله، لكن واشنطن تصنف حزب الله إرهابيا منذ زمن، وما جاء في القمة بالنسبة لهذا الموضوع معنوي،
إذ إنه تم ذكر حزب الله في الجملة نفسها مع (تنظيم) داعش، وهو أمر مزعج، لكن لن يشعل النيران في لبنان”.
ومن المتوقع أن يردّ الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، على قمة الرياض، في الكلمة التي يلقيها في ذكرى “عيد المقاومة والتحرير”، الخميس المقبل، 25 مايو/أيار الجاري.
وينقسم لبنان، الجار الغربي لسوريا، بين فريق مؤيد للنظام السوري وآخر داعم للمعارضة، وتسبب قتال مسلحي حزب الله بجانب قوات النظام في تعميق الانقسام داخل المجتمع اللبناني.
 
المصدر: وكالات
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة