بعد قرار قطع المساعدات العسكرية.. بماذا يهدف «بومبيو» من زيارته لباكستان؟

الساعة 256 سبتمبر 2018آخر تحديث :
بعد قرار قطع المساعدات العسكرية.. بماذا يهدف «بومبيو» من زيارته لباكستان؟

فاجئ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، العالم، بزيارة إلى باكستان، على الرغم من تدهور العلاقات بين البلدين مؤخرًا، على خلفية تجميد واشنطن مساعدات عسكرية لإسلام أباد.

ويرى بعض الخبراء السياسيين في باكستان، أن زيارة وزير بومبيو، إلى بلادهم، ترمي إلى إصلاح العلاقات المتوترة بين الجانبين، لكن بعضًا آخر يعتبر الزيارة التي تلت قرار واشنطن تجميد مساعدات عسكرية لإسلام أباد بقيمة 300 مليون دولار، محاولةً أمريكية لترهيب وتخويف القيادة الباكستانية لحملها على مساعدة الولايات المتحدة في حربها بأفغانستان، من خلال ممارسة نفوذها على حركة “طالبان”.

وأمس الأربعاء، وصل بومبيو، إسلام أباد، في أول زيارة يجريها مسؤول أمريكي رفيع المستوى إلى باكستان منذ تولي عمران خان رئاسة الوزراء، في أغسطس الماضي.

ولا يتوقع الخبراء الباكستانيون أنُ تسفر الزيارة عن انفراجة كبيرة في العلاقة بين واشنطن وإسلام أباد، خصوصا في ظل القرارات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضد باكستان.

وتأتي في مقدمة تلك القرارات قطع المساعدات الأمريكية المقدمة لباكستان، إضافة إلى دور واشنطن السلبي في إدراج إسلام أباد في “القائمة الرمادية” لهيئة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب “فاتف” (جهة مراقبة دولية مقرها باريس).

المحلل السياسي الباكستاني، حميد مير، يقول في مقالة له: إنّه “يشك في أن تؤدي زيارة بومبيو إلى أي نتائج، لأن باكستان لا تستطيع أن تفعل ما تريده واشنطن”.

وأضاف مير، وهو خبير في الشأن الأفغاني، أنّ الولايات المتحدة “تريد، من جهة، إجراءات صارمة ضد طالبان، ولكنها تريد في ذات الوقت، من إسلام أباد استخدام نفوذها على الحركة المسلحة”.

وأمس، تعهدت باكستان للولايات المتحدة باستخدام نفوذها من أجل جلب حركة “طالبان” إلى طاولة المفاوضات في أفغانستان.

وقال وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قوريشي، عقب مباحثات جمعته مع بومبيو، إنّ الولايات المتحدة تريد أن تلعب باكستان دورًا في المفاوضات والمصالحة في أفغانستان.

وأضاف: “هذه المهمة ضمن سياستنا ورغبتنا، نحن نريد السلام والاستقرار في أفغانستان، وقد أكدت لهم تمامًا هذا الأمر”.

 

“طالبان”

وتعليقًا على تصريحات الوزير الباكستاني، قال مير، وهو آخر صحفي حاور زعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن عام 2001، إنّ الجانبين (الأمريكي والباكستاني) يتّبعون “سياسة مشوشة في أفغانستان”.

وتابع: “يتعين على باكستان أن تقول الحقيقة، وأن تعترف بأنه لم يعد لها أي تأثير على حركة طالبان في أفغانستان، وأن الحركة الأفغانية لم تعد تثق في إسلام أباد”.

واعتبر المحلل السياسي أن “التأثير مجرد أسطورة، وباكستان لا تنكر ذلك”، لافتًا إلى أن الحركة المسلحة ستأتي إلى طاولة المفاوضات “وفق شروطها الخاصة”.

وأردف قائلًا: “هم (طالبان) لا يستمعون إلى السعودية، إذًا لماذا سيستمعون إلى باكستان؟”، في إشارة إلى المؤتمر الدولي لعلماء المسلمين الذي رعته الرياض في يوليو الماضي، لمطالبة “طالبان” بالتخلي عن السلاح والتفاوض مع كابل من أجل المصالحة.

طرح “مير” لاقى تأييدًا من قبل المحلل السياسي إجاز خان، الذي أشار إلى أن “واشنطن أرسلت بالفعل رسالة إلى باكستان قبل زيارة وزير خارجيتها مايك بومبيو، بقطع المساعدات العسكرية”.

وأضاف: “هذا الفعل (قطع المساعدات) يعني ببساطة أن بومبيو جاء إلى باكستان ليس بهدف إصلاح العلاقات بل من أجل تخويف باكستان”.

وتابع موضحًا: “لا أعتقد أن دعوة باكستان لاستخدام نفوذها على طالبان أمر جديد، ستستمر إسلام أباد في هذا المجال كما كانت في الماضي، هذا علاوة على حقيقة أن تأثير باكستان على طالبان محدود”.

 

أما مظهر عباس، وهو أيضا محلل سياسي باكستاني، بدا، من جانبه، متفائلا بزيارة بومبيو، وقال في مقالة له: “صحيح أنه لن تكون هناك انفراجة فورية في المأزق الدبلوماسي المستمر (بين واشنطن وإسلام أباد)، لكن من الخطأً أيضًا الاعتقاد بأن زيارة بومبيو كانت مجرد إجراء شكلي”.

وأضاف: “يمكن أن تكون (الزيارة) بداية جديدة (للعلاقات)، لأن الولايات المتحدة نفسها أدركت أن تكتيكاتها لم تنجح”.

وفي 2017، أطلق ترامب سياسة جديدة تجاه دول جنوب شرق آسيا، اتهم فيها باكستان برعاية الإرهاب، وهو ما ترفضه إسلام أباد.

وفي هذا الشأن، أوضح مشاهد حسين، وهو عضو بمجلس الشيوخ الباكستاني، أنّ إدارة ترامب “أظهرت مرونة في موقفها الأول تجاه باكستان، لأنها فشلت في تحقيق أهدافها في أفغانستان دون تعاون إسلام أباد”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة