“اليمن” وسط الحرب و المفاوضات التي لا تنتهي

شروق عز الدين4 يناير 2019آخر تحديث :
“اليمن” وسط الحرب و المفاوضات التي لا تنتهي

اليمن التي تقع في محنة انسانية تحصد أرواح الأبرياء، في صراعات عسكرية و استمرار لعمليات القصف التي تحصد أرواح المدنيين فيما بين قوات التحالف العربي والحوثيين وحلفائهم، وتدخل جهات خارجية في محاولات لفض النزاع القائم بينهم والوصول بأهل اليمن وأطفالها إلى بر الأمان، ولم تتوقف الازمة هنا فقط ولكن تفاقمت بظهور الأوبئة والأمراض والفقر ، مما زاد من معاناة اليمنيين.

سقوط صنعاء

سقطت العاصمة صنعاء بأيدي الحوثيين المتحالفين مع مناصري الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح في سبتمبر/أيلول 2014، ومن هنا انطلقت عاصفة الحزم في عام 2015، بمساهمة عشر دول على الأقل بقيادة السعودية، ضد أهداف جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح باليمن. وجاءت استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكريا لحماية اليمن وشعبه من “عدوان المليشيات الحوثية”.

وأعلنت السلطات السعودية أن كلا من مصر والمغرب والأردن والسودان وباكستان تطوعت للمشاركة في عاصفة الحزم، بالإضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والبحرين و الإمارات والكويت وقطر) باستثناء عُمان.

وفي يوم 14 أبريل صوت مجلس الأمن الدولي على قرار يقضي بإدراج نجل الرئيس صالح، أحمد علي عبد الله، وزعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، على لائحته السوداء، كما نص على فرض حظر على تزويد جماعة الحوثي بالسلاح، وأعلنت دول التحالف العربي انتهاء عملية عاصفة الحزم وبدء عمليات “إعادة الأمل”، وبيان لوزارة الدفاع السعودية يقول إن عاصفة الحزم أزالت التهديدات الموجهة للمملكة ودول الجوار وحققت معظم أهدافها.


مشاورات جينيف 1

كانت هناك مشاورات في الأمم المتحدة في “جنيف1” بين السلطة اليمنية والحوثيين، بهدف الوصول لحل للأزمة، ولكن بعد فشل هذه المشاورات رعت الأمم المتحدة مشاورات ثنائية مباشرة بين الأطراف اليمنية في سويسرا، منتصف ديسمبر ، انتهت بالاتفاق على جولة مشاورات جديدة، وإجراءات لبناء الثقة أبرزها إطلاق الحوثيين للمعتقلين السياسيين، والسماح بدخول الإمدادات إلى المدن المحاصرة، وتحديدا محافظة تعز وسط البلاد.


سيطرة التحالف العربي والمقاومة اليمينة على عدة مناطق

واستطاعت المقاومة اليمنية بالتنسيق مع التحالف العربي في حملة “السهم الذهبي لتحرير عدن” من سيطرة الحوثيين والقوات الموالية لهم، وأعلنت الحكومة الشرعية تحرير عدن بالكامل فجر 17 يوليو/تموز 2015، وبسطت سيطرتها على كامل محافظة لحج يوم 4 أغسطس/آب، والضالع في الأيام الأولى من يونيو/حزيران،كما استعادت في أكتوبر/تشرين الأول مضيق باب المندب الذي تمر عبره نسبة كبيرة من حركة النقل البحري العالمية.


تشكيل الحزام الأمني

في عام 2016 تم تشكيل “الحزام الأمني”، وهي قوة أمنية وعسكرية تضم في صفوفها جمعا متنوعا من الضباط والعسكريين اليمنيين ونشطاء الحراك الجنوبي وبعض المحسوبين على “التيار السلفي”، وتعرف بولائها لدولة الإمارات وخدمة أجندتها في اليمن، ومن جانبهم أعلن الحوثيون تشكيل حكومة “إنقاذ وطني” فيما كان وسيط الأمم المتحدة يدعو إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل المتمردين وممثلين عن معسكر هادي.

اعادة القوات القطرية إلى الدوحة

وفي عام 2017تم الإعلان عن تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي من طرف محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي. ويدعو المجلس لإقامة “دولة ذات سيادة في الجنوب”، ويحظى بدعم إماراتي على شتى المستويات، بينما أعلن الرئيس منصور هادي رفضه للمجلس بحجة أنه مخالف لكل المرجعيات القانونية المحلية والأممية، وعادت القوات الجوية القطرية إلى الدوحة بعد أن قررت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية إنهاء مشاركة قطر في العملية العسكرية باليمن.


الأمم المتحدة تدرج التحالف العربي باليمن في اللائحة السوداء

أدرجت الأمم المتحدة التحالف العربي باليمن في اللائحة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال في مناطق النزاع. جاء ذلك في التقرير السنوي لعام 2016 الخاص بدول وكيانات تمارس انتهاكات ضد الأطفال في مناطق النزاع، والذي سلمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لمجلس الأمن.

واتهم التقرير قوات التحالف الذي تقوده السعودية بقتل وتشويه الأطفال واستهداف وهدم مدارس ومستشفيات في اليمن. كما وجّه التهمة ذاتها للقوات الحكومية اليمنية وتنظيم القاعدةومليشيا الحوثي، بالإضافة إلى تجنيد الأخيرة واستغلالها الأطفال في العمليات القتالية.

وقد مارست السعودية ضغوطا كبيرة العام الماضي على الأمين العام السابق بان كي مون لإزالة اسم التحالف من لائحة العار في تقريره عن عام 2015. ووصف بان يومها تلك الضغوط بأنها غير مقبولة وغير مشروعة بعدما هددت الرياض بوقف بعض تمويل الأمم المتحدة.


المحطة الأخير في 2018 “مفاوضات السلام بالسويد “

انطلقت في السويد جولة جديدة من مفاوضات السلام في اليمن برعاية أممية، هي الأولى من نوعها منذ عام 2016، بعد تعثر جولة كانت مقررة في 8 أيلول/سبتمبر لعدم مشاركة الحوثيين، كانت المفاوضات برعاية الأمم المتحدة بين السلطات اليمنية المدعومة من السعودية والحوثيين الذين تساندهم إيران، بهدف إنهاء النزاع الدامي في هذا البلد وسط أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم.

وطالبت الحكومة اليمنية بانسحاب كامل للحوثيين من ميناء الحديدة في غرب البلاد، وذلك قبل ساعتين على بدء المحادثات في السويد، ونقلت وزارة الخارجية اليمنية عن وزير الخارجية خالد اليماني الذي يرأس وفد بلاده إلى المحادثات في تغريدة على موقع “تويتر”، أنه “طالب بخروج الميليشيات الانقلابية من الساحل الغربي بالكامل، وتسليم المنطقة للحكومة الشرعية”، في إشارة إلى مدينة الحديدة ومينائها الذي يشكل شريان حياة رئيسيا لملايين اليمنيين.

وتشكل هذه المفاوضات أفضل فرصة حتى الآن لإعادة تحريك جهود السلام في أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية، في وقت تقول فيه منظمات إنسانية إن عدد الضحايا في هذا البلد يفوق بكثير العشرة آلاف قتيل الذين أحصتهم منظمة الصحة العالمية، منذ تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في الحرب في آذار/مارس 2015، دعما للحكومة المعترف بها دوليا بعد سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة بينها العاصمة صنعاء.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة