قارة الانقلابات..”إفريقيا”تاريخها يجعلها الأولى بين القارات

شروق عز الدين8 يناير 2019آخر تحديث :
قارة الانقلابات

المحتويات

قارة الانقلابات..”إفريقيا”تاريخها يجعلها الأولى بين القارات

 

القارة الإفريقية “قارة الانقلابات” دون منازع فلا يمر عامين دون خروج جيش إفريقي من ثكناته العسكرية بهدف السيطرة على السلطة، والسبب واحد لا يتغير هو “فساد السلطة” وسعيهم لتعديل الأوضاع، ولكن في أغلب الانقلابات تكون النتيجة عكسية وتكون نتائجها كارثية على البلاد والمدنيين فيها.

 

وشهدت القارة في خلال 60 عاما ما يقرب من 83 انقلابا عسكريا، وهو رقم يتفوق على الانقلابات في القارات الأخرى لتحتل قارة إفريقيا المركز الأول في الانقلابات.

 

تاريخ الانقلابات في إفريقيا

بدأت الانقلابات العسكرية في القارة منذ منتصف القرن الماضي، بعد مرور فترة قصيرة من موجة حصول عدد من الدول الإفريقية على استقلالها من الدول الاستعمارية، وعرفت القارة الإفريقية عدة أشكال لتداول السلطة، منها الانتخابات والحروب الأهلية والعصيان المدني، ولكن الانقلابات العسكرية كانت الوسيلة الأكثر رواجا داخل دول القارة.

وحتى في عام 1978 كانت نصف الدول الإفريقية محكومة بواسطة العسكريين، ورغم نجاح بعض تجارب الانتخابات والتداول السلمي في منتصف الثمانينيات، إلا أن هذه الأسلوب لم يلق انتشارا كبيرا،و عادت موجة الانقلابات مرة أخرى في فترة التسعينيات وعلى غرار هذا أصدر الاتحاد الإفريقي قرارا عام 1999، يرفض بموجبه التعامل مع أي تغيير غير دستوري في السلطة بالدول الإفريقية.

 

أرقام تكشف عن الانقلابات في إفريقيا

تكشف لغة الأرقام عن تاريخ الانقلابات في القارة، حيث تشير إلى أنه في الفترة ما بين منتصف الستينيات والسبعينيات (1966 – 1976)، سجلت أكثر من 100 محاولة عسكرية للانقلاب ما بين الفاشلة والناجحة.

وبلغت الانقلابات في بعض الدول من خمس إلى ستة انقلابات مثلما حدث في كل من نيجيريا‏ وأوغندا‏‏ وغانا‏‏ وبوركينا فاسوا والبينين‏ و‏موريتانيا‏. وفي المقابل، شهدت ‏‏بعض الدول انقلابا عسكريا واحدا فقط‏.

 

تشير دراسة أجراها معهد الأبحاث الدولية التابع لجامعة هيدلبيرج الألمانية حول الانقلابات بهذه القارة إلى تراجع معدلاتها، من متوسط قدره 20 انقلابا كل عام في حقبة ما بعد الاستقلال إلى أواسط الثمانينيات (1985-1960) إلى أقل من خمسة انقلابات فقط في المتوسط منذ الألفية.

 

وهناك نوعين من الانقلابات من حيث الأصول؛ أي النشأة، أما الغايات فتتوحد في الاستيلاء على الحكم، ونقصد أن بعض زعماء الانقلاب ممن وصلوا إلى سدة الحكم في بلدانهم، ينحدرون من مؤسسات عسكرية لها جيش نظامي (ليبيا، الجزائر، السودان، الصومال، الكونغو الديمقراطية…)، فيما تمكن آخرون من السلطة بفضل انتمائهم لحركات تمرد مسلحة، كانوا يتزعمونها أو يشاركون فيها انطلاقا من الأدغال الإفريقية (إثيوبيا، إريتريا…).

 

انقلابات الألفية الثالثة

في عام 2015 وقبل أسابيع من إجراء الانتخابات العامة في بوركينا فاسو وقع انقلاب عسكري، أطاح الرئيس الانتقالي ميشيل كفاندو، في أحدث انقلاب يقع في القارة الإفريقية التي حطمت رقما قياسيا بعدد الانقلابات.

وفي عام 2014، فرّ رئيس وزراء ليسوتو، توماس ثاباني، إلى جنوب إفريقيا قبل ساعات من محاصرة الجيش مقر إقامته في العاصمة.

وقبل ذلك بعام، سيطر مسلحو ائتلاف سيليكا في إفريقيا الوسطى على العاصمة بانغي، ما أرغم الرئيس فرانسوا بوزيزيه على الفرار إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة، وفي دولة جنوب السودان الوليد تعرض حكم سلفا كير ميارديت إلى محاولة انقلاب.

وشهد عام 2012 انقلابين عسكريين، حيث سيطرت مجموعة من العسكريين الماليين على القصر الرئاسي في العاصمة باماكو، في حين استولى الجيش في غينيا بيساو على السلطة، بعد أن عزل رئيس الوزراء كارلوس غوميس جونيور من منصبه.

 

ويعد الانقلاب العسكري السلمي الذي شهدته موريتانيا في 3 آب (أغسطس) 2005، بقيادة القائد العسكري علي ولد محمد فال للإطاحة بحكم الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع في أعقاب أزمات سياسية كبيرة بالبلاد، مثالا على هذه الانقلاب، و تولى قائد الانقلاب السلطة في البلاد، مع وعد بتسليمها لرئيس منتخب، وقد حدث ذلك فعليا في 19 نيسان (أبريل) 2007؛ بعدما فاز محمد ولد الشيخ عبد الله بالانتخابات الرئاسية، فيما اعتزل قائد الانقلاب الحياة السياسية مؤقتا.

 

وهناك تجربة مماثلة في غينيا؛ بتاريخ 24 كانون الأول (ديسمبر) 2008، إذ بعد وفاة الرئيس لانسانا كونتيه قام المجلس الوطني للديمقراطية والتنمية، بزعامة موسى داديس كامارا بالسيطرة على السلطة في البلاد، وأعلن أن سيتولى قيادة البلاد خلال فترة انتقالية، مدتها عامين بعدها تتم الانتخابات الرئاسية، وعمليا التزم العسكريون بتسليم السلطة للرئيس المنتخب ألفا كونديه الفائز بالانتخابات عام 2010.

 

إقرأ أيضًا..

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة