العوائل بدرعا .. قصص النزوح والموت

ثائر العبد الله4 مايو 2017آخر تحديث :
dfsjfndmjsfdhjhgfdhgfsgfdfd
dfsjfndmjsfdhjhgfdhgfsgfdfdيستظل أبو فراس من حر الشمس تحت جذع شجرة في أحد سهول درعا جنوبي سوريا، بعد أن عجز عن إيجاد مأوى لعائلته الصغيرة. فبلدات درعا تكاد تكون مكتظة بأهلها والنازحين إليها من المناطق
المشتعلة أو المهجر أهلها، بفعل طرد النظام لهم من بلدات حولها إلى ثكنات.
فعائلة أبو فراس ومعها آلاف العوائل نزحوا مؤخرا من أحياء درعا البلد بفعل القصف المكثف لها من قبل النظام والروس، عقب تقدم المعارضة السورية المسلحة في حي المنشية الإستراتيجي منذ منتصف الشهر الثاني من العام الحالي.
وعلى أبواب الحدود السورية الأردنية، حطت الرحال بأبي فراس ونحو مئة عائلة في غرف صغيرة مظلمة كأنها القبور وفق وصفه. اتخذ أبو فراس من إحدى الغرف مسكنا لزوجته التي وضعت طفلتها فيه قبل أيام من وقوع تلكم المجزرة، بعد أن ظن أن العيش قرب الحدود سيقيهم قصف قوات النظام.
في ذلك اليوم أي قبل يومين، يقول أحمد المسالمة: لم يخرق سكون صوت بكاء ابنتي الرضيعة سوى هدير ثلاث طائرات للنظام السوري ألقت حمم براميلها فوق رؤوسنا لتوقع 11 قتيلا وأكثر من عشرين مصابا معظمهم من الأطفال والنساء.
يتذكر أبو فراس بعد أن أعياه التعب تحت ظل شجرة اللحظات الأولى للمجزرة، والتي مرت عليه كأنها الدهر “كان كل همي أن أنقذ ابنتي.. حملتها ومعي زوجتي وابني الذي لم يكمل عامه الثالث وركضنا بين الدماء والأشلاء والبيوت المدمرة.. لم أستوعب ما جرى.. بعد أن أمنتهم رجعت لأخرج أصدقائي، سمعت أصوات جيراني يأنون تحت ركام بيوت هشة، ظننا يوما أنها أمنة لقربها من الأردن”.
توتر العلاقات
يقول رئيس المجلس المحلي لمدينة درعا محمد المسالمة إن النظام السوري وروسيا لم يترددا يوما منذ بدء معركة “الموت ولا المذلة” وقبلها في قصف التجمعات السكنية والخيم المتناثرة في السهول المحيطة بدرعا.
غير أن استهداف مروحيات النظام -يضيف المسالمة- لهذا المخيم الأكبر بين تجمعات نازحي درعا البلد وأقربها من الحدود الأردنية جاء عقب توتر العلاقات بين النظام السوري والأردن “بعد اتهامات من رأس هرم النظام طالت جزافا الأردن الذي رد فعرّى في أحد أهم تصريحاته السياسية قدرة النظام في السيطرة على مناطق واسعة من سوريا”.
وكأن قصف النظام للمدنيين قرب الحدود -وفق المسالمة- محاولة يائسة من النظام لإحكام سيطرته الجوية على أراض خسرها ليثبت للأردن قدرته على التحرك في تلك الأراضي، وإن أودى بحياة العشرات دون أن تلقى تصرفاته الدموية أدنى إدانة دولية.
تقدم المعارضة
يقول أبو شيماء -المسؤول الإعلامي لغرفة البنيان المرصوص التي يتقدم مقاتلوها في حي المنشية- إن ازدياد وتيرة استهداف النظام وطائرات الروس لتجمعات النازحين لا هدف لها سوى كسر الحاضنة الاجتماعية للغرفة العسكرية، ومحاولة لدفع الأهالي لإجبار المعارضة المسلحة على وقف تقدمها في مخططها الرامي للسيطرة على آخر معاقل النظام في أحياء درعا البلد.
ويضيف المسؤول الإعلامي أن سلوك النظام والروس جاء بنتائج عكسية، فأولياء الدم زادت مطالبتهم للقيادات العسكرية بالإسراع في حسم المعركة لصالح المعارضة.
تفاقم المعاناة
ومع اشتداد أشعة الشمس واحتدام وتيرة المعارك في الربع الأخير من حي المنشية التي زج النظام وحزب الله اللبناني فيه المئات من المقاتلين، تتفاقم معاناة أهالي درعا البلد وحيي طريق السد ومخيم درعا الذين لم يجدوا حتى اللحظة مكانا يقيهم حمم طائرات النظام ويظللون به أجساد أطفالهم الغضة من لظى الشمس الحارقة.
فاختار بعضهم الاقتراب فرادى أكثر فأكثر من الساتر الأردني على طول الشريط الحدودي أملا في نجاة مشكوك بها، في حين قرر البعض الآخر بناء خيم بلاستيكية على أطراف سهول بلدات ريف درعا الشرقي والأمل يحذوهم في حسم المعركة قبل قدوم شهر رمضان.
الجزيرة
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة