الطاقة المتنقلة تخترق الحصار على حمص

ثائر العبد الله26 يوليو 2017آخر تحديث :
thumbs b c 6b7e7b3993008073a6fd60b8b193bd93
thumbs b c 6b7e7b3993008073a6fd60b8b193bd93دفع انعدام التيار الكهربائي في ريف حمص الشمالي المحاصر وسط سوريا سكان المنطقة إلى الاستعانة بأسلوب الطاقة البديلة المتنقلة، جراء الحاجة الملحة لها في
الزراعة والري والحصول على مياه الشرب من الآبار، فضلا عن تشغيل أجهزتهم المنزلية.
ومنذ أكثر من خمس سنوات تفرض قوات النظام السوري حصارا مستمرا على أكثر من 250 ألف مدني في ريف حمص الشمالي، وتقطع التيار الكهربائي عن أغلب مدن وقرى المنطقة، ضمن الحرب الدائرة مع قوات المعارضة منذ أكثر من ست سنوات.
أسلوب الطاقة المتنقلة يقوم على جمع عدد من ألواح الطاقة الشمسية، التي يتم إدخالها إلى المنطقة بطرق التهريب، ومن ثم لصق هذه الألواح مع بعضها، لتصبح بحجم كبير، على أن تُركب لها عجلات تتيح لها التحرك بحسب الحاجة.
وتُستخدم هذا الطريقة في تأمين الطاقة اللازمة لسقاية المزروعات، واستخراج مياه الشرب من الآبار المنتشرة في المنطقة، وغيرها من الاستخدامات.
 غياب الوقود
وقال أحمد العلي، أحد المزراعين في ريف حمص الشمالي، إن “أغلب اعتماد الناس في ظل الحصار هو على المحاصيل الزراعية بكافة أنواعها”.
ثم استدرك قائلا: “لكن ري هذه المحاصيل بات أمرا صعبا في ظل انقطاع مياه الري من السواقي والأنهار؛ ما اضطر المزارعين للجوء إلى الآبار الجوفية لسقاية مزروعاتهم، والتي بدورها تحتاج إلى كميات كبيرة من الوقود لتشغيل المضخات، ومع غياب الوقود بشكل متكرر كان لابد من مصدر بديل ودائم”.
وموضحا تابع العلي أن “المزارعين وجدوا في ألواح الطاقة الشمسية البديل المناسب، ولجئوا إليها رغم أن كلفتها مرتفعة، إلا أن توفيرها للأهالي أكبر ومردودها على المزارع كبير، فهي توفر لهم المياه بشكل شبه دائم”.
استخدامات متعددة
ويتباين مدى اعتماد على ألواح الطاقة الشمسية من مزارع إلى آخر، بحسب كمية المياه التي يريد المزارع استخراجها، وتتراوح ما بين فاز كهربائي أو ثلاثة فازات، وفق قدرة المزارع المادية وأعداد ألواح الطاقة التي يستخدمها.
نبيل التلاوي مزارع آخر من ريف حمص قال إن “الحاجة إلى سقاية مزروعاتي دفعتني إلى استخدام ألواح الطاقة الشمسية، إضافة إلى الاعتماد عليها في تشغيل المعدات الكهربائية في منزلي من برادات وغسالات وإنارة، وغيرها” .
وأضاف التلاوي: “بدأت بهذا المشروع حديثا، حيث اشترىت ألواح الطاقة، وأسعى للحصول على رافع الجهد الصناعي (لتعديل قوة التيار الكهربائي)، كي أبدأ بعدها الاستفادة من ألواح الطاقة، التي ستغنيني عن الوقود اللازم لتشغيل بئر المياه”.
وعن الكلفة التقديرية للمشروع، أوضح أنها “يتراوح بين 500 و600 ألف ليرة (حوالي 1000-1200 دولار أمريكي) حسب استطاعة كل مزارع”.
وشدد المزراع السوري على أنه “رغم التكلفة الباهظة في البداية، إلى أن هذه الألواح توفر طاقة مستدامة نستفيد منها في تعويض ما أنفقناه على هذا المشروع”.
 
وكالات
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة