“الإنقاذ والتقدم” جبهة بتونس ضد النهضة والنداء

ثائر العبد الله8 أبريل 2017آخر تحديث :
fdkgf

fdkgf

مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية، أعلن في تونس قبل أيام عن تأسيس جبهة “الإنقاذ والتقدم” التي ضمت مجموعة من الأحزاب وركزت خطابها على مهاجمة التحالف الحاكم بين

حركة نداء تونس وحركة النهضة، لكن بعض المحللين استبعدوا صمود هذه الجبهة التي وعدت بجمع شتات المعارضة.

وقع الإعلان عن تأسيس هذه الجبهة الأحد الماضي، وهي متكونة من حركة “مشروع تونس” الذي يقوده محسن مرزوق المستشار السياسي السابق للرئيس الباجي قايد السبسي والأمين العام المنشق عن نداء تونس، وحزب “الاتحاد الوطني الحر” الذي يقوده سليم الرياحي رجل الأعمال ورئيس النادي الأفريقي أشهر فرق كرة القدم بالبلاد.

وإضافة إلى هذين الحزبين، تجمعت تحت خيمة “الإنقاذ والتقدم” ثمانية أحزاب صغيرة تختلف في التوجهات والرؤى، من بينها الحزب الاشتراكي اليساري وحزب الوحدة الشعبية القومي الذي تفكك بعد الثورة ثم عاد مؤخرا. ويؤكد مؤسسو الجبهة أن الهدف هو جمع شتات المعارضة وتحقيق التوازن السياسي.

ويعتبر المنشقون عن حركة نداء تونس من أبرز قيادات الجبهة على غرار مرزوق ورضا بالحاج وخميس قسيلة وعبد العزيز القطي. وبينما أسس مرزوق مع بعض المنسحبين “حركة مشروع تونس” يخوض البقية صراعا ضد حافظ السبسي نجل الرئيس حول قيادة نداء تونس.
صعوبة العمل
ورغم تجاوز عقبة الميلاد والتأسيس، تواجه هذه الجبهة وفق مراقبين صعوبة العمل المشترك بسبب اختلافات الأهداف والتوجهات بين مكوناتها. ورغم ذلك، تؤكد قيادات بالجبهة أن اختلاف الآراء بين الشخصيات والأحزاب أمر طبيعي، مشددين على توحيد الجهود لإنجاح العمل السياسي المشترك.
ويقول مرزوق  إن هدف الجبهة “جمع شتات أحزاب المعارضة المنقسمة والتنسيق فيما بينها وتوحيد جهودها بهدف إعادة التوازن للمشهد السياسي ودخول الاستحقاقات المقبلة بشكل موحد”.

ووفقا للبيان التأسيسي، ستعمل هذه الجبهة الوسطية الاجتماعية على الدخول في الانتخابات المحلية (البلدية) المقررة يوم 17 ديسمبر/كانون الأول المقبل “بإستراتيجية موحدة”. وقد جعلت من “محاربة الفساد والإرهاب وتحقيق المصالحة الوطنية والإصلاحات الكبرى” أبرز شعاراتها.
أزمة حكم
من جهته، يقول الرياحي -الذي انسحب حزبه من الائتلاف الحاكم- إن الهدف من الالتحاق بهذه الجبهة هو تجاوز أزمة الحكم الحالية التي تقوم على “توافق مغشوش” بين نداء تونس وحركة النهضة، ووجه لها نقدا لاذعا بدعوى أنها “فشلت بإدارة البلاد بعد الثورة”.
ويرى المحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي أن الهدف من تكوين الجبهة هو “البحث عن تحالفات لدخول الانتخابات المحلية القادمة بقوة، إضافة إلى مواجهة ما يعرف بالإسلام السياسي والمتمثل في حركة النهضة”. لكنه استبعد صمود هذه الجبهة طويلا بسبب “تباين مكوناتها فكريا وسياسيا”.

ويقول  إن “الجبهة تسعى لجذب مجموعات لا ترتاح للإسلام السياسي وترفض تحالف نداء تونس وحركة النهضة، مرجحا أن يتواصل عمل الجبهة رغم عدم تجانسها وإمكانية انشقاق مجموعات منها. كما توقع أن يستمر تحالف نداء تونس وحركة النهضة لسنوات إلى أن يستقر المشهد السياسي.
تسريبات وصراعات
من جانبه، استبعد المحلل السياسي نور الدين المباركي أن تحافظ جبهة “الإنقاذ والتقدم” على وحدتها في المرحلة القادمة، لا سيما مع نشر تسريبات تتحدث عن صراعات بين بعض مكوناتها. ويقول إنه “لا توجد تجارب ناجحة في تونس عن عمل سياسي مشترك صحيح وفق قواعد الديمقراطية التشاركية”.

وقبل انتخابات 2014، سعت أحزاب معارِضة لحركة النهضة ضمنها حركة نداء تونس لتأسيس جبهة موحدة. وبعد توحيد جهودها تم تشكيل ما يعرف بـ “جبهة الإنقاذ” التي نجحت في إزاحة حركة النهضة عن الحكم، لكن مصير تلك الجبهة كان التشتت.
وحول مدى استمرار هيمنة كل من حركة نداء تونس وحركة النهضة على المشهد السياسي الحالي، يقول المباركي إنه لا يمكن التسليم بهذا الأمر لعدة اعتبارات منها الانشقاقات التي تعصف بنداء تونس والخلافات الداخلية بحركة النهضة رغم أنها “بقيت محافظة على تماسكها بهيكلية قوية مقارنة ببقية الأحزاب”.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة