(إسرائيل) ستكتب لواشنطن بنود المعاهدة المقبلة.. فأين موقع حلفائها بالخليج؟

الساعة 2528 سبتمبر 2018آخر تحديث :
خروج أوروبا
  • واشنطن ستتيح لـ(إسرائيل) كتابة بنود المعاهدة المقبلة ‏لكن أين موقع حلفائها بالخليج؟
  • اضطراب سياسة أمريكا تجاه إيران يحتم مشاركة الخليجيين بكتابة «المعاهدة» المقبلة.

واشنطن وطهران.. اتفاق أم معاهدة!

بقلم: ظافر العجمي

في البيت، ومنذ أن أصبحت مسكوناً بالقضايا الإقليمية بدل تتبع غيرها، توصلت إلى اتفاق مع قبيلتي بالبيت -وليس ‏معاهدة ملزمة- بأن لي نشرة أخبار واحدة في اليوم أستمع إليها كاملة حتى أتابع الوضع الإقليمي، بعدها يعودون ‏لمسلسلاتهم ورسومهم المتحركة إذا أرادوا.

وذات نشرة، صرّح برايان هوك -المبعوث الأميركي الخاص بشأن إيران- أن ‏بلاده لم تعد ترى العقوبات الطريق الوحيد للتعامل مع طهران، بل ستسعى إلى التفاوض على «معاهدة مع إيران»، تشمل ‏برنامجها للصواريخ الباليستية وسلوكها الإقليمي!

حينها انطلقت مني زفرة احتجاج عفوية لفتت نظر من حولي من ‏المجبرين على مشاهدة نشرة الأخبار، حيث أكمل بعض من حولي: «لا بارك الله فيهم كلهم»، عندما قال هوك إن «الاتفاق ‏الجديد الذي نأمل أن نبرمه مع إيران لن يكون اتفاقاً شخصياً بين حكومتين مثل الاتفاق الأخير، نحن نسعى لإبرام معاهدة».‏

اتفاقي مع أهلي، حدث أن ألغته دورة كأس العالم، فشاهدت عن قرب توحش نظرية المؤامرة الذي أفضى إلى توحد ‏جهود أهل المباريات مع أهل المسلسلات، لذا سأحاول أن أحول الاتفاق التلفزيوني إلى معاهدة!

فكتب العلاقات الدولية ‏تقول، إن المعاهدة وثيقة تجسّد العقود الرسمية بين الدول، فيما يتعلق بمسائل مثل السلام أو إنهاء الحرب، أو تسوية ‏المنازعات، ويمكن أن تكون المعاهدات ثنائية أو متعددة الأطراف.

وهي ملزمة في القانون الدولي وتختتم المعاهدات عادة ‏بعملية التصديق، ويتوقف وضع المعاهدة على نية الدول المعنية، أما الاتفاق فهو تفاهم متفاوض عليه، ويتناول نواحي فنية، ‏والاتفاقية أقل أهمية من المعاهدة.‏

ومما فهمت مما رشح حتى الآن، أننا في الخليج كنا تحت رحمة اتفاق «لا يودي ولا يجيب ولا يلزم» سموه «5+1» بين إيران ‏والغرب حول طموحها النووي، دون أن يؤخذ لنا رأي.

والآن سيتحول الاتفاق إلى معاهدة، مما يعني أنه لا عقوبات في ‏نوفمبر، ولا استخدام للحصار النفطي لإجبار طهران على الركوع، فهل سيتم إشراك الخليجيين في أية مفاوضات أميركية ‏إيرانية بشأن جيرتها الإقليمية في المعاهدة المقبلة؟!

لا شك أن واشنطن ستعطي تل أبيب حق كتابة بنود المعاهدة، ‏لكن أين موقع ما تسميه حلفاءها الإقليميين – تعريف يقصدنا في دول مجلس التعاون الخليجي – غير  إسرائيل.

وقد تكون المعاهدة هي ‏أسلم طريق لإنقاذ الشعب الإيراني من نفسه ما دامت هذه النفس تُقاد من المرجعية الدينية ونظام الملالي‏، وبصراحة قد يكون هناك جوانب إيجابية لتحول الاتفاق إلى معاهدة، فالمعاهدة أكثر شمولاً وأكثر إلزامية.‏

بين الاتفاق والمعاهدة بين واشنطن وطهران، نتمنى ألا يضيع حق دول الخليج في إبداء رأيها، وهو أمر لم يراعَ في ‏الاتفاق النووي، مما أدى إلى انهياره!

فاضطراب السياسة الأميركية تجاه إيران هو خير دافع لدول الخليج لحجز كرسي لها ‏ضمن طاقم كتابة المعاهدة المقبلة، وما ضاع حق وراءه طلاب.

* د. ظافر العجمي باحث كويتي، المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة أمن الخليج.

المصدر: صحيفة «العرب» القطرية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة