أهل الصقلاوية يربطون العودة بمصير أبنائهم

ثائر العبد الله25 مارس 2017آخر تحديث :
rkdf

rkdf

“كيف لنا أن نعود دون رجالنا؟” تساءلت أم نور بنبرة حزينة وخائفة، حزن وخوف يزيد من حدتهما الغموض وغياب أي أجوبة عن أسئلة تبدد حيرة زوجات وأمهات فقدن أزواجهن وأولادهن

خلال عملية النزوح من ناحية الصقلاوية (10 كلم شمال الفلوجة) بمحافظة الأنبار، والتي رافقت عملية تحريرها من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية منتصف العام 2016.
تتابع المرأة المكلومة حديثها عمّا عاشته وغيرها من مآس ولحظات عصيبة، وتقول “الويلات ما فتئت تتوالى علينا بعد سيطرة التنظيم، كنا محاصرين في المدينة التي عاش أهلها معاناة كبيرة، والآن أصبحنا متهمين بالتعاون مع الإرهاب”.
وتضيف أن فرحة التحرير انقلبت نقمة علينا بعد اختفاء واختطاف نحو سبعمئة من رجال البلدة، علاوة على من تمت تصفيته على يد المليشيات المسلحة، بحسب وصفها.
وعن ظروف اختفاء زوجها، تقول “تم اختطافه والعشرات من أبناء الناحية بعد أن تم فصل النساء والأطفال في منطقة تعرف بشهداء الصقلاوية”.
وتتابع “منذ نحو أقل من عام وأنا لا أجد أثراً لزوجي المعلم، بينما يقبع ابني في معتقل المنشآت بعامرية الفلوجة”.

رفض العودة
وترفض أم أنور والعديد من النسوة العودةَ إلى مناطقهن المحررة بسبب سيطرة المليشيات المسلحة أو ما يعرف بالحشد الشعبي على المدينة، وتلفت إلى أن الخوف من الانتقام والتنكيل سوف لن يستثني النساء والأطفال في حال العودة.
وتطالب أم نور التي تعيش ظروفاً قاسية إثر قطع راتب زوجها المفقود، بالكشف عن مصير زوجها وإطلاق سراح ابنها الوحيد الذي يتعرض للتعذيب بتهم “التعاون مع الإرهاب”، مؤكدة أن قضيتها وعشرات الأسر التي تعيش في مخيم البشائر بعامرية الفلوجة، أصبحت في طي النسيان بعد تخلي الحكومة المحلية وبغداد عنهن أو التحقيق باختفاء رجالهن.

يذكر أن المئات من أبناء عشائر الصقلاوية والرزازة (جنوب الفلوجة) كانوا قد اختفوا خلال عمليات تحرير المدينة التي كانت توصف بأنها معقل تنظيم الدولة الإسلامية، في حين تولت قوات مشتركة بمساندة الحشد الشعبي إدارة الناحية بعد التحرير.
وكان مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين قد أعلن في تصريحات صحفية عن امتلاك الأمم المتحدة “تقارير محزنة وذات مصداقية عن تعرض عراقيين فارين من مدينة الفلوجة لانتهاكات من مليشيات الحشد الشعبي”، وأوضح أن بين يديه أنباء عن حالات إعدام.
وقد تشكل التوجهات الطائفية عائقاً أمام عودة أهالي محافظة الأنبار (غرب بغداد) الذين انتشروا في مخيمات للنازحين حول قضاء الفلوجة، بحسب تأكيد أحد شيوخ الدين في المحافظة الذي فضل الإشارة إلى اسمه بأبي عبد الرحمن.
واعترف أنه والعديد من النشطاء يحاولون مساعدة نازحي المخيمات، خاصة أهالي مخيم البشائر (جلهم من النساء والأطفال) ممن فقدوا ذويهم خلال عملية النزوح.

الراوي: لجنة التحقيق توصلت لدلائل عن تورط الحشد الشعبي بانتهاكات (الجزيرة)
أسباب العزوف
وعن أسباب عزوف الأهالي عن العودة إلى مناطقهم، قال “كيف لهم العودة إلى مناطق تسيطر عليها المليشيات التي تمارس ضغوطا كبيرة وإجراءات تعسفية تجاه من يروم العودة؟”.
وأكد أن الخوف من التصفية والاعتقالات لا يزال يراود العوائل التي تعيش بالمخيمات، مفضلة الأوضاع السيئة والظروف القاسية في المخيمات على الخضوع لهيمنة الحشد الشعبي، مستغرباً في الوقت ذاته تصريحات الحكومة المحلية حيال استقرار بلدة الصقلاوية.
وكان نائب مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي قد أكد للجزيرة نت عودة نحو 52 ألفا من عوائل ناحية الصقلاوية من أصل 62 ألفا، ولفت إلى أن عدم معرفة مصير المفقودين لا يبرر عدم العودة ولا يشكل عائقا أمام العوائل.
واعترف بأن هناك مشكلة فيما يتعلق بقطع رواتب بعض المفقودين، مما شكل أزمة لذويهم، مشيرا إلى أن متابعة هذا الملف من أوليات الحكومة المحلية في المحافظة، لكنه برر حرمان البعض لثبوت تورط أبنائهم مع تنظيم الدولة.
وعن مصير المفقودين، أكد العيساوي أن اللجان لا تزال تعمل على الكشف عن مصير مئات المفقودين، وهو أمر منوط بالأجهزة الأمنية التي تتولى تدقيق معلومات المختطفين من أبناء المدينة.
وسبق لمحافظ الأنبار صهيب الراوي أن أكد في يونيو/حزيران 2016 أن لجنة التحقيق التي أمر بها رئيس الحكومة حيدر العبادي في الانتهاكات التي شملت المدنيين خلال عملية تحرير الفلوجة، “وجدت دلائل كافية على تورط عناصر الحشد الشعبي” في قتل 49 مدنيا وفقدان 643 آخرين.

الجزيرة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة