“أحلام كاذبة” قصّة قصيرة

الشاعر ع16 ديسمبر 2018آخر تحديث :
"أحلام كاذبة" قصّة قصيرة

“أحلام كاذبة”

جلست أحلام بجوارنافذة القطار، المتجه إلى القاهره، تنظر إلى السماء، تراقب السحب وهى ترسم لوحات مبدعه، تجرى بنظراتها وراء الطيور،وتجول فى ذكرياتها، تبحث داخل أعماقها عن تلك الأيام التى مرت بها، تتذكر أشياء فتبتسم،وتذكر أشياء إخرى تؤلمها، وعندما وقف القطار، واتجهت أحلام ناظره أمامها، فوجدت أحد الاشخاص ينظر إليها، فالتقت أعينهما، ولمحت على وجهه ابتسامه هادئه ،فظهر الخجل على وجهها المشرق، الذى كساه الحياء باللون الأحمر الوردى ، فعاودت النظرمن النافذه ، بعد أن تحرك القطار مرة إخرى، ولكن هذه المره لم تعود إلى ذكرياتها، بل أخذها خيالها إلى المستقبل، وخطف جزء من تفكيرها، ذلك الشاب الذى لم تنزل عينه من عليها، ولم تبتعد عن وجهه الأبتسامه الجميله ،رغم إنها لم تنظر إليه الا لوهله، لكن جذبتها تلك الأبتسامه، وكأنه الحب من أول نظره، وأخذها خيال الانثى البريء، وظلت تاخذها الاحلام بعيدا، ثم تعود بها الى ذلك الشاب الجالس امامها ،

حدثها قائلا” القطار مسرع جدا كأنه طاير ربنا يستر”

ردت قائله: ربنا يسترها باذن الله

ثم قال “الطريق طويل والواحد بيمل لما يكون مسافر لوحدوا الصاحب ف السفر شىء مهم جدا”

-قالت: أكيد

– قال: أنا الدكتور حلمى سعيد ،فضحكت ضحكه ملفته لنظره،

– قال: بتضحكى ليه اسمى فكرك بحاجه?

-قالت: لا بس مصادفه غريبه جدا قال فى ايه مش فاهم

– قالت :أنا الدكتوره أحلام سعداوى، بس انا دكتوره فى الفن التشكيلى، “مش طبيبه “فضحك ضحكه عالية، أدهشتها ثم قال: ومين قال انى طبيب بشرى انا دكتواره فى الأدب العربى ، وأخذ الحديث بينهم يتجدد، بين الفن والأدب و غيرهم ،وكلما وقف القطار فى محطه، تسائل كل منهم فى نفسه، عن سر سعادته بالحديث مع الاخر، ويعاود القطار سيره ولكن بشكل أسرع، سارقا معه الوقت الذى كان يمر، دون أن يشعروا به ،فسارع حلمى بابراز كارته الشخصى، واعطاه لها، طالبا منها أن يكون بينهم تواصل، فردت باذن الله ،ادعوك عند افتتاح معرضى الفنى ،لأعرف رأيك كأديب،أجاب بكل سرور “حنتظر اتصالك” ووقف القطار فى محطته الأخيره فتبادلا السلام ووعد بالاتصال واللقاء وهنا أفاقت احلام من حلمها الكاذب، وخيالها الذى عاشت فيه، لتعاود النظر الى وجه نفس الشاب، لتجد نفس النظره، ونفس الابتسامه، لكنه لم ينطق كلمه واحده ،فتاكدت أن كل ما مر، ماهو إلا حلم من أحلام اليقظه، لكنها استمتعت به، وهمت أحلام للنزول من القطار، فسمعت صوته يقول:  هنا أخر محطه، فأجابه أحد الركاب نعم، نزلت من القطار، تسير فى طريقها ،وأخذها الفضول للنظر خلفها، لترى فى أى اتجاه ذهب، فوجدته يسير، وكان معه من ياخذ بيده، لانه لايستطيع السير وحده، وأنه فاقداً للبصر ،أيقنت أنه لم يراها، حتى وأن تلك الأبتسامه، ماهى إلا نعمه وهبها الله إياها، لتجذب إليه القلوب، وإن تلك النظره لم تكن لها، بل لظلام عاش فيه، وأن أحلامها كانت كاذبه.

سميره الاسريجى

“الشهيرة بماما نونه”

اقرأ/ى أيضا :فصول بين النون والياء! (قصيدة شعرية)

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة