دريد لحام من غوار الطوشة الى الماغوط الى الدود

سقراط البعّاج19 نوفمبر 2018آخر تحديث :
دريد لحام

دريد لحام من غوار الطوشة الى الماغوط إلى الدود

دريد لحام

تتميز الثورة العربية في سوريا انها كانت ومازالت  ثورة كاشفة وفاضحة لكل المتنكرين والمجرمين والفاسدين والنصابيين،سواء ادعوا الثقافة او الممعانعة والمقاومة او التقدمية او التدين، او الوطنية او الفن والالتزام بحقوق الفقراء والمستطعفين. أو من دول منافقة تتدعي الحضارة وحقوق الإنسان.

دريد لحام فنان سوري شهير وكوميدي كبير، هذا ما يعرفه غالبية الناس عنه، اما المثقفون في سوريا فيعلمون انه ليس الا بوقا من ابواق السلطة السورية، ويعلمون ان النسبة الاكبر في نجاجه لا تعود لامكانياته الفنية بل لقدرته على النصب والتسلق على اكتاف الفنانيين الكبار مثل المرحوم نهاد قلعي، والكاتب الكبير محمد الماغوط. الى ان انتهى دريد لحام فينا عندما رماه الماغوط الى سلة المهملات بسبب نفاقه ونصبه -كما كان توقع الكثيرون-.

كان الماغوط كاتبا ساخرا ساحر، يستخدم مايملك وما يملك إلا صوته الذي يرتفع متهكماً على كل ما في الحياة من مفارقات و تناقض وظلم، ومن قسوة عاشها أو رأى غيره يحياها، وعندنا اراد ان يخاطب عامة الناس توجه الى المسرح، وكانت للثنائي نهاد قلعي ودريد لحام  شعبية كبيرة، فتعاون معهم بتقديم سلسلة من المسرحيات التي استهزاءت بالحكومات العربية وتهافتها، ودجلها، وفشلها وفسادها وخيانتها التي أودت الى انهيار عربي غير مسبوق ولا مبرر. ولكن شاءت الاقدار ان يتابع فيما بعد دريد لحام مع الماغوط دون نهاد، بسبب تعرض الفنان الكبير نهاد قلعي للضرب المبرح في احدى الامسيات من احد اذناب النظام السوري، مما ادى لأن يصاب بالشلل، وتحرم الأمة من فنه وابداعه، وهو الذي كان قد كتب المسلسلات شهيرة  (مقهى الانشراح، وحمام الهنا، وصح النوم) والتي تعرف من خلالها الناس على دريد لحام “غوار الطوشة”.

لقد كان النموذج الافضل  لكتابات الماغوط الساخرة هو النظام السوري بغباءه وعجرفته وفساده الذي تخطى كل قدرة على التخليل. فكان استهزاءه قاسيا وجارحا من النظام وأذنابه وحتى من المجتمع الخانع ومن كل خائف وخاضع وجاهل.

 

اقرأ/ أيضا: رفعت الاسد رجل “شبه أُمي” حصل على أعلى الألقاب العلمية والمناصب

 

الجميل ان ما كتبه الماغوط قبل انتقاله الى رحمة الله، بزمن طويل مازال مناسبا لهذه الايام، وكأنه كان يستشرف المستقبل، ويرى مخلوقات من أنواع متعددة منها من لا يحرك ضميره استشهاد الملايين! او حتى اسوأ من ذلك مثل دريد لحام الذي انبرى ليدافع عن جرائم النظام وخيانته مؤكدا انه احد ابواق النظام المركزيين، فتارة يمارس التلميع و الدجل، واخرى التشبيح وتخوين لكل من قال للفساد لا، فلا يحرك في نفسه استشهاد مئات الآلآف تحت التعذيب، وللأسف يكشف عن وجه طائفي مقيت منحازا الى جانب القتلة والمجريمن والجلادين، وزاعهما ان هذا يسمى تصالح من النفس!

لقد أعلن الماغوط في مسرحية “شقائق النعمان” موقفه من المجتمع الخانع والمتواطئ مع الظلم بشكل رمزي حين وجد ان الناس قد نست مكانة “المرحوم”، وباتوا يتصارعون ويزاودون على دمه. فيقول وبشكل واضح متهما النظام السوري بشكل خاص وباق الانظمة العربية بشكل عام في رده على احد الأصوات التي حاولت التبرير قائلة:

“لأن الاستعمار هيك بدو!

فيجيب الماغوط على لسان دريد لحام فيقول:

ورح يضل يعمل الاستعمار متل ما بيريد، طالما صار إلو اذناب تنهش الامة من جوا (من الداخل) ، وتخربها,

يا اصمعي:

المعركة مع اعداء الداخل: شاكر ومرعي ومتولي وغيره،  هدول فيران السفينة ـ

هدول يلي بدهم يخلوا الوطن رغيف خبز يركض، ونحن نركض وراء وما نلحق،

حتى مع كل لقمة نبلع قطعة من احلامنا،  و يبنوا ويعمروا من قهرنا قصور

خلي ياخدوا شئ معهم متل ماقال المرحوم يعبوا بهل الاكفان وينزلوا بهل التراب يشاركوا الدود،

الاستعمار ماعاد دبابات وعسكر لان دبابات الاستعمار ماعاد يخوفوا،

اذا اطفال الارض المحتلة يلي عمبيستشهدوا وهن عمبيقاموا الدبابة بالحجر، واطفال الجنوب يلي يفجروا حالهم  وكتب المدرسة على ضهرهم مافجروا شي فينا بيكونوا انتحروا ما استشهدوا”.

https://www.youtube.com/watch?v=gRTbjRj2WEo

لقد آثر اللحام دوما أن يكون بوقا للسلطة الفاسدة التي كانت تسمح من البعض ببعض الانتقادات في الاعمال الفنية، وذلك لهدفين:

الأول تنفيسي، اي تفريغ الاحتقان النفسي للشعب من خلال التهريج والضحك.

والثاني اعلامي دعائي يزعم اننا نظام ديمقراطي يسمح بحرية الرأي والانتقاد!

ولكن هل كان الدافع للوقوف دريد لحام ضد ثورة السوريين على الفساد هو فقط بعض الامتيازات ام ان المحرك الطائفي اقوى بكثير مما يمكن نتخليه؟!، فدريد لحام لم يقف الى جانب المافيا الحاكمة في سوريا لاسباب مادية فقط، بل ايضا لأسباب طائفية !.

وعليه فقد بدأ اللحام نجاحه بسبب نصوص وابداع نهاد قلعي من خلال شخصية غوار الطوشة ثم وصل في مرحلة اخرى الى الماغوط وتسلق على مسرحياته المبدعه، ثم اختلف معه لاسباب معروفة، ولكن العجيب فيه وربما بكل شخصية نرجسية خائنة، هو انه لا يمتلك الشجاعة وهو على حافة قبره يبدو ان يتخلى عن ولاءه لفئران السفينة، ويلمع مهرجاناتها التعفيشية ليغتنم من عطاءاتها وامتيازاتها ويسبح بحمدها وبوطنيتها “المعروفة” وتخوين من يثور عليها، فهل سيشارك غنائمه الدود؟ كما جاء على لسانه في شقائق النعمان التي خطها الكاتب الكبير محمد الماغوط.

 

اقرأ/ي ايضاً : دريد لحام يعترف على نفسه بأنه صرماية ومن فئران السفينة

 

ملاحظة طائفية: دريد لحام سوري ينتمي للطائفة الشيعية التي أخرجت قامات وطنية مثل السيد محسن الأمين العاملي الذي رفض عرض فرنسا بتسليح الشيعة في دمشق، وأكد على الانتماء الوطني والإسلامي للشيعة، وبذلك أفشل مخططها بزرع بزور الطائفية في سوريا إلى أن جاء حافظ الاسد وقام بزرع واستنبات كل النجاسات الطائفية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة