الهجمات الصهيونية القادمة مذابح بأمر الرب

أحمد عزت سليم26 مارس 2019آخر تحديث :
إيدي كوهين

الهجمات الصهيونية القادمة مذابح بأمر الرب

يتوعد رئيس وزراء الكيان الصهيونى بالرد بقوة على الهجوم الصاروخى الذى اطلقته المقاومة الفلسطينية من غزة وفى إطار دعوات الحاخامات الصهاينة وفتواهم بتدميرغزة كلها كما أصدر دوب ليئور الحاخام الصهيونى بان التوراه ترشدهم لذلك وتحلل الذبح الجماعى وهكذا تتمثل حروب بنى “إسرائيل” ـ كما تصورها أسفار العهد القديم حروب حتمية بصفتها “حروب الرب” (صموئيل الأول 25 / 28)، أكثر ما تتمثل فى “مذبحة غزة” التى شهدتها الإنسانية فى أواخر عام 2008 وبداية عام 2009 ـ فحروب بنى “إسرائيل” تشن من أجل الرب وبأمر منه.

ولذلك فهى حروب مقدسة، لذلك يسمى الجيش باسم “شعب يهوه” والعدو الذى يحاربه هو عدو يهوه ويعلن الرب ذلك بنفسه قائلاً : ” الحرب ليست لكم، بل للرب ” (أخبار الأيام الأولى ) وكما قدم لنا أستاذنا الجليل العلامة حسن حنفى فى دراساته رسالة اللاهوت والسياسة لإسبينوزا: “بأن اليهود يدعون أن النبوة خاصة بهم وأن الله عقد معهم ميثاق أبدياً” وهم القلة الباقية التى يستمر بها الوحى فى التاريخ، وكما يكون أقوى برهان على وجود الرب زعزعة الثقة فى نظام الطبيعة، تكون رواية ظهور راحيل وهى تقود جنود النظام العنصرى الإسرائيلى فى مذبحة غزة، تكريساً لقهر الطبيعة وتكريساً للسلطة الإلهية التى هى فى خدمة اليهود، فعودة راحيل ووجودها الربانى مع هؤلاء الجنود الربانيون تكريساً واضحاً للعقد الإلهى الذى أبرمه الرب مع إبراهيم جد يعقوب زوج راحيل.

فكما الرب هو الرئيس السياسى وقائد الجند الذى لا يأمر فقط بالحرب بل هو يخطط لها ويعد المحاربين ويحدد من يحارب ومن لا يحارب ويحدد متى تبدأ الحرب وكما يحدد الرب ليشوع الإستراتيجية العسكرية الكاملة للدخول إلى أريحا التى كانت مغلقة فى وجه بنى “إسرائيل”، فهو يخوض المعارك بنفسه مع جنوده ” لا تخافوا منهم لأن الرب إلهكم هو المحارب عنكم ( د. منى يوسف بحث فى مفهوم الحرب فى الكتب السماوية وأثره فى التاريخ 2006 ) ، من هنا كانت الضرورة للوجود اللاهوتى ليس على رأس الكهنوت بل لقيادة “الدولة” والحرب فتظهر كما رأينا راحيل مع الجنود تكريساً للحكم الثيوقراطى واتفاق الأوامر الإلهية مع مصلحة “الدولة” العنصرية الإسرائيلية.

فكما رأى يشوع ملكاً ممسكاً بسيف دليلاً على النصر رأى الجنود الإسرائيليون راحيل ليس دليلاً على النصر فحسب بل دليل على كونهم أمة من الكهنة وأمة مقدسة وأولاد للرب فى مملكة الرب لهم قدرة الأنبياء على الاتصال الأبدى والروحى بالرب وتلقى المدد ” الإلهى ” وبالتالى فالطاعة خالصة للرب فى تطبيق التعاليم ، وتصير الجرائم العنصرية التى ارتكبها جنود الرب قى غزة ضرورة مقدسةً طبقاً لوصايا الرب وتعاليمه وطبقاً للأوامر الإلهية ، تقديماً للذبائح والقربان كرائحة سرور للرب ويلخص لنا الدكتورمحمد جلاء إدريس ملامح الحرب المقدسة من النصوص التوراتية ، والتى تنطبق كل عناصرها على مذبحة غزة ، وهى : ـ

1 ـ دقات الطبول إعلاناً عن الحرب المقدسة
2 ـ تسمية الجيش باسم ” شعب يهوه”
3 ـ قداسة المشاركين فى الحرب
4 ـ التضحية وتقديم الذبائح واستشارة يهوه
5 ـ الإعلان عن النصر من قبل الإله يهوه
6 ـ الزعم بأن الحرب هى حرب يهوه وبأن العدو عدوه
7 ـ الإعلان أن يهوه يخرج أمام الجيش
8 ـ التشجيع والحث على عدم الخوف
9 ـ صيحة الرب
10ـ رعب يهوه بين قوات العدو
11ـ ممارسة سياسة التحريم والإبادة والهولوكوست بأمر الرب

وهكذا يمثل يهوه المرجعية السياسية والعسكرية والدينية منذ أن تم الخروج من مصر وعليه فقد حدد يهوه العقيدة العسكرية لشعبه فيما يلى:

أولا: الوعد الإلهى بتمكين بنى “إسرائيل” من فلسطين وما حولها.

ثانياً: أن الإله ” يهوه ” الذى قام بتحديد الهدف القومى ووضع أركان العقيدة العسكرية هو أعلى جهة تستمد منه الشرائع والأحكام على مستوياتها المختلفة بما في ذلك المستوى العسكرى فالرب رجل الحرب “(خروج 15/3 ).

ثالثاً :ـ الاستمرار بتذكير ” يهوه ” لشعبه بالهدف المنشود كنظرة دائمة للمستقبل.

رابعاً :ـ رسم أسس العقيدة العسكرية خلال وقت السلم من خلال التذكير بالهدف القومى وما ينبغى عمله من أجله.

خامساً :ـ تحديد الاستراتيجية العسكرية من خلال توجيهات يهوه الدائمة للحرب والاطلاع على كل كبيرة وصغيرة تتعلق بكل جوانب الاسترتيجية العنصرية.( د . محمد جلاء إدريس فلسفة الحرب فى الفكر الدينى الإسرائيلى ).

هكذا تصير “مذبحة غزة” ـ والتى رأينا فيها طفل قتل في انفجار من قبل الإسرائيليين. ثم تم دهسه من قبل دبابة إسرائيلية ـ “تنفيذاً للأمر الإلهى”: ولكن هكذا تفعلون بهم تهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم وتحرقون تماثيلهم بالنار ، لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك، إياك قد اختار الرب إلهك لتكون له شعباً أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض ، ليس من كونكم أكثر من سائر الشعوب التصق بكم الرب واختاركم لأنكم أقل من سائر الشعوب “بل من محبة الرب أياكم وحفظة القسم الذى أقسم لآبائكم” (تثنية 7 / 1 / ـ 8)، وتكون ألية العقيدة العسكرية عل النحو التالي: “وأخرج ـ داود ـ الشعب الذى فيها (ربة بنى عمون) ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد وأمرهم مع أتون الآجر. وهكذا صنع بجميع مدن بنى عمون ثم رجع داود وجميع الشعب إلى أورشليم” (صموئيل الثانى 12 / 13).

موضوعات تهمك:

أسباب وماهية استمرارية خوف الكيان الصهيونى

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة