أربع عوامل جديدة ترافق قطار المفاوضات بجينيف 6

ثائر العبد الله27 أبريل 2017آخر تحديث :
thumbs b c fe4250ccc9b6cfa2cf51554744154806

thumbs b c fe4250ccc9b6cfa2cf51554744154806يستعد قطار المفاوضات السورية للإنطلاق نحو محطته السادسة في مدينة جنيف السويسرية التي من المفترض أن يصلها منتصف مايو/ أيار القادم، إذا أحسن المجتمع الدولي اغتنام

رياح المتغيرات الجديدة التي تهب في المنطقة.

القصف الكيميائي على إدلب، ورد واشنطن على الهجوم، إضافة إلى تنامي خلافها مع موسكو بشأن رحيل الأسد، وتصاعد النبرة الأمريكية تجاه إيران وممارساتها في المنطقة، هي أبرز 4 عوامل جديدة تلقي بظلالها على مسار الحل السياسي بسوريا وما سينتجه مؤتمر “جنيف 6”.

4 نيسان/ أبريل الجاري، كان يوما فارقا بمسار الأزمة، مع هجوم كيميائي نفذته قوات النظام على بلدة خان شيخون بريف محافظة إدلب (شمال غرب) خلف أكثر من 100 قتيل ونحو 500 مصابا.

وأجمعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتركيا وفرنسا من خلال تحقيقاتهم على استخدام غاز السارين في القصف، إلا أن ذلك لم يثن كلا من إيران وروسيا عن الاستمرار في الدفاع عن النظام والادعاء بعدم مسؤوليته عن الهجوم.

لكن رد واشنطن كان مختلفا من خلال استهداف مباشر ولأول مرة لمواقع للنظام، إذ قصفت في 7 نيسان/أبريل الجاري، عبر صواريخ توماهوك مطار الشعيرات العسكري بمحافظة حمص وسط سوريا.

التطوران السابقان تبعهما تصريحات أمريكية بضرورة رحيل الأسد في أي حل سياسي لتطفو الخلافات في هذا الصدد مع واشنطن إلى السطح مجددا، وهو ما دفع بوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى زيارة موسكو في 13 من الشهر نفسه لتبديد الخلافات، دون أن يرشح شيء عن حصول اتفاق بين الطرفين.

وكان لإيران نصيب من تصاعد نبرة واشنطن مع انتقادات أمريكية لممارساتها في المنطقة، وحديث عن إرهاب الميليشيات التي ترتبط بها وصولا إلى مطالبتها بالانسحاب من سوريا، الأمر الذي قد ينبئ بمواجهة مقبلة بين الطرفين.

ومع انتظار الإعلان عن موعد “جنيف 6″، الذي تحدثت مصادر في المعارضة السورية أنه ربما يعقد منتصف أيار/مايو المقبل، ينظر للعوامل السابقة أنها ستؤثر على مسار الحل السياسي، وربما يضاف لها عوامل أخرى غير معروفة، لحين الإعلان الرسمي عن موعد الجولة الجديدة.

محمد الشمالي، عضو وفد التفاوض التابع للهيئة العليا للمفاوضات السورية (معارضة) قال إن “القصف الأمريكي لمطار الشعيرات رسالة أولية تعبر عن الموقف إدارة ترامب من التطورات في سوريا، والذي يتعارض بشكل واضح مع الموقف الروسي الداعم للنظام”.

وتحدث الشمالي عن “عوامل أخرى قد تطبع المراحل المقبلة من مسار الحل السياسي ومنها الخلاف الروسي الإيراني حول زيادة نفوذ الأخيرة على الأرض السورية، وممارستها التغيير الديموغرافي الذي تسير به برضى النظام، أو رغما عنه”.

وفيما يتعلق بالخلاف الأمريكي الروسي وانعكاسه على مسار الأزمة، أوضح أن “موقف واشنطن كان غائبا خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وبداية حكم ترامب”.

وأردف “استمر الوضع كذلك لحين وقوع جريمة خان شيخون، إذ انجلى الموقف الأمريكي من خلال توجيه الضربة العسكرية التي كانت رسالة واضحة للنظام وروسيا، بأن مثل هذه الأفعال لن يتم تمريرها بعد الآن دون عقاب، كما تطور الأمر إلى اعتبار واشنطن استخدام البراميل المتفجرة جريمة حرب”.

وقال الشمالي “في ظل هذه الظروف لا اعتقد أن روسيا ستستمر بدعم نظام بشار الأسد فذلك سيكلفها باهظا، إذا ما أخذنا بالحسبان العقوبات الغربية المفروضة عليها، وتوفر الضغط الأمريكي اللازم سيجبر موسكو والنظام على الانخراط بمفاوضات جدية تفضي لحل انتقالي”.

الكتاب والباحث السياسي التركي جاهد طوز اعتبر أن “أمريكا بقصفها لقاعدة الشعيرات أعلنت عودتها بالفعل للساحة السورية، ليدخل مسار جنيف في مرحلة جديدة مع اختلاف ثقل الأطراف الفاعلة”.

وأضاف طوز أن “إيران ستذهب أيضا بضعف إلى المفاوضات، مثقلة باتهامات بدعم الإرهاب، وذلك سينعكس ضعفا على النظام الذي تلقت مواقعه ضربتين من قبل اسرائيل أيضا عقب القصف الأمريكي”.

ورأى أن “الموقف الروسي قابل للتغيير لو تمكن الغرب من تقديم بديل عن الأسد، خصوصا أن موسكو وواشنطن أدركا بعد التطورات الأخيرة أن إطالة الأزمة لن تنفع الطرفين”.

وأعرب عن اعتقاده بأن “(جنيف 6) ستشهد تقاربا أمريكيا روسيا وسينخرط الجانبان في مفاوضات أكثر جدية للبحث عن بديل الأسد، لاسيما أن الحل السياسي سيمهد الطريق أكثر لمكافحة الإرهاب”.

وفيما يتعلق برد واشنطن على هجوم خان شيخون قال طوز إن “الضربة الأمريكية إيجابية، ولن تتحقق الفائدة المرجوة إذا بقي ذلك محدودا، ومن الصواب توجيه ضربات قوية لنظام الأسد، وقد يكون ذلك في إطار اتفاق إقليمي لقتال (داعش) والنظام معا، يشمل تركيا والسعودية ومصر، وربما إيران”.

وخلص الباحث التركي إلى أن “مفاوضات جنيف هي أكثر صيغة فعالة متوفر لإيجاد حل، ومهما كانت الظروف ينبغي الاستمرار بها، وعلى المبعوث الأممي التدخل بقوة بدلا من دوره الرقابي”.

وشدد على أن “مسار جنيف سيحقق نتائج إيجابية، في حال تم اتخاذ التدابير اللازمة وفي مقدمتها مواصلة إضعاف الأسد، خاصة من خلال فرض عقوبات على الدول الداعمة للنظام، وتجميد أموالها”.

وانتهت جولة “جنيف 5” في 31 آذار/مارس الماضي دون أن تختلف النتائج المنبثقة عن مباحثات أيامها الثمانية عن سابقاتها، إذ لم تحصد الأطراف السورية النتائج المرجوة رغم تحديد أجندة النقاش مسبقاً مع نهاية الجولة السابقة، لتعود الوفود خاوية الوفاض.

وكالات

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة